عاد جانغ جيون، مدير مكتب شؤون تايوان برتبة وزير في الصين، إلى بكين بعد زيارة لتايوان اعتبرها «تاريخية»، على رغم احتجاجات عنيفة اضطرته إلى الغاء اجتماعات. وزيارة جانغ كانت الأولى لمسؤول صيني بارز منذ 65 سنة، بعدما فرّ القوميون إلى الجزيرة إثر هزيمتهم أمام الشيوعيين في الحرب الأهلية عام 1949. وخلال زيارته التي استمرت 4 أيام، حاول محتجون إلقاء طلاء أبيض على جانغ، لكنهم أخطأوه ليصيب الطلاء أفراداً من جهاز الأمن، كما ظهرت آثار دماء على متظاهرين بعد مناوشات مع الشرطة. وأشار مسؤول في مجلس شؤون الصين في تايوان، إلى إلغاء 3 جولات لجانغ السبت بعد الاحتجاجات، «بسبب صعوبة الظروف». وكان ثمة مئات من المحتجين المؤيدين للاستقلال، في مطار دولي قرب تايبه فيما كان جانغ يستعد للعودة إلى الصين. لكن الأخير تجاهل المحتجين مشيداً بنجاح الزيارة، اذ قال لوسائل اعلام صينية بعد عودته إلى بكين: «حظيت الزيارة باستقبال حارّ من كل الدوائر والناس في تايوان. على رغم أصوات مغايرة، كانت الارادة الشعبية واضحة جداً». على صعيد آخر، أعلن فو شنغ هوا، نائب وزير الأمن العام رئيس مكتب الأمن العام في بكين، أن بلاده ستعزّز تدريب الشرطة على استخدام السلاح في العاصمة، فيما تواجه البلاد تهديداً متزايداً من متشددين. وقال خلال زيارته مراكز شرطة وحواجز لأجهزة الأمن في بكين، إن على الشرطة أن تكون مستعدة ل «توجيه ضربة قاصمة للأعداء في هذا الوقت الحرج»، علماً أن أفراد الشرطة الصينية لا يحملون أسلحة دوماً. وكانت شرطة بكين كثّفت دورياتها المسلحة، بعد مقتل 5 أشخاص وجرح 40، إثر اقتحام سيارة حشداً ثم احتراقها قرب ساحة تيانانمين في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وكان 3 من القتلى في السيارة، وأعلنت السلطات أنهم إسلاميون من أقلية الأويغور في إقليم شينغيانغ المضطرب غرب البلاد. من جهة أخرى، اختتم ناشطون استفتاءً غير رسمي شارك فيه مئات الآلاف من سكان هونغ كونغ طيلة 10 أيام، حول تبنّي الاقتراع العام المباشر في المستعمرة البريطانية السابقة التي عادت إلى الصين عام 1997. والاستفتاء يطلب من السكان الاختيار بين 3 أساليب اقتراع لانتخاب قادتهم مستقبلاً، ونظمته جمعية تهدد باعتصام ضخم هذا العام، إذا لم تقترح السلطات إصلاحاً انتخابياً. لكن صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية اعتبرت الاستفتاء «مضحكاً» و «مزوراً».