أطلقت الصين 3 ناشطين أمس، بعدما اعتقلتهم قبل شهر لحضورهم اجتماعاً في ذكرى ربع قرن على قمع الحركة المطالبة بالديموقراطية في ساحة تيانانمين، لكنهم أبقت اثنين محتجزين. أتى ذلك بعد يوم على اتخاذ السلطات تدابير احترازية مشددة وسط بكين، لمنع إحياء ذكرى سحق الجيش الصيني، ليل 3-4 حزيران (يونيو) 1989، المحتجين الذي احتلوا الساحة 7 أسابيع، ما أوقع حوالى ألف قتيل، علماً أن السلطات لم تُصدر حصيلة رسمية. وقال محام إن السلطات أفرجت بكفالة عن ليو دي وهو شيغن، وهما كاتبان معارضان، وشو يويو، وهو باحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية. وأشار إلى أنهم اعتقلوا لاتهامهم ب»التسبّب اضطراب»، في ما يتعلّق بالاجتماع الذي عُقد في شقة خاصة. لكن محامي الناشطين اعتبروا أن الاتهام يفتقر إلى أدلة. وتابعت شرطة الإنترنت في الصين فرض رقابة على أي إشارة لذكرى المجزرة، فيما تجمّع عشرات الآلاف في حديقة هونغ كونغ، مرددين «نطالب بإحقاق العدالة في ذكرى الرابع من حزيران!»، فيما تُليت أسماء القتلى خلال قتلى «ربيع بكين». وانضم إلى الحشد كثيرون جاؤوا من الصين، إذ قال مهندس مقيم في مدينة شينزين: «أتيت للمشاركة في التجمّع، إذ ليس لدينا أي حق أو حرية في الصين حيث قلّة يعلمون» بقمع الحركة المطالبة بالديموقراطية. كما تظاهر مئات من الأشخاص في تايبه عاصمة تايوان، ودعا الرئيس التايواني ما يينغ جيو بكين إلى «إصلاح أخطائها لئلا تتكرر هذه المأساة». واحتجت بكين على إعلان واشنطن أنها ستدعم دوماً الحقوق الأساسية التي ضحى من أجلها محتجو تيانانمين، إذ قال ناطق باسم الخارجية الصينية إن بلاده «مستاءة جداً وقدمت احتجاجاً شديد اللهجة»، معتبراً أن البيان الأميركي «يحمّل الحكومة الصينية المسؤولية بلا سبب، ويتدخل في طريقة سافرة في الشؤون الداخلية للصين وينتهك الأعراف الأساسية التي توجّه العلاقات الدولية». على صعيد آخر، أوردت وسائل إعلام صينية أن السلطات أصدرت أحكاماً، تسعة منها بالإعدام، على 81 شخصاً دينوا بنشاطات إرهابية في إقليم شينغيانغ المضطرب. وأشارت السلطات إلى تفكيك 23 مجموعة إرهابية، واعتقال 29 شخصاً في أورومتشي، عاصمة شينغيانغ، «يُشتبه في ارتكابهم جرائم تحريض على الانفصال والتجمّع لزعزعة النظام الاجتماعي وممارسة نشاطات تجارية غير مشروعة والتحريض على الكراهية والتمييز العرقيَّين». وشهدت أورومتشي الشهر الماضي تفجيراً انتحارياً أوقع 39 قتيلاً، كما قُتل عشرات بهجمات إرهابية، بعضهما بسلاح أبيض، في أنحاء الصين، اتهمت السلطات انفصاليين وإسلاميين في شينغيانغ بتنفيذها.