أعلنت السعودية أمس، أنها وقعت مع كوريا الجنوبية اتفاقاً للتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وتعزيز التعاون العلمي والتقني والاقتصادي بين البلدين. وقع الاتفاق في العاصمة الكورية سيول عن الجانب السعودي رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور هاشم بن عبد الله يماني، وعن الجانب الكوري وزير الخارجية والتجارة كيم سونغ هوان. ويمهد الاتفاق للبلدين التعاون في مجالات بحوث الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، التي تشمل تصميم وتشييد وتشغيل وصيانة محطات توليد الكهرباء النووية ومفاعلات الأبحاث، وإنتاج النظائر المستخدمة في الصناعة والزراعة والطب، والتعاون في السلامة والأمن والتأهب لحالات الطوارئ، والتدريب وتنمية الموارد البشرية المتخصصة. وأكد يماني (وفق وكالة الأنباء السعودية) أن توقيع المملكة العربية السعودية اتفاقاً للتعاون النووي السلمي مع كوريا سيتيح للمملكة الاستفادة من الخبرات النووية المتراكمة لأكثر من ثلاثة عقود لدى إحدى أكثر دول العالم اعتماداً على الطاقة النووية السلمية، وبسجل خال من الحوادث، والذي بدوره سيسهم في تأسيس صناعة محلية ذات كفاءة تشغيل وأمان عالمي المستوى. من جانبه، قال الوزير الكوري إن بلاده «تتطلع لتطوير مزيد من التعاون العلمي والاقتصادي مع المملكة العربية السعودية، خصوصاً في أحد أهم الصناعات ومجالات المعرفة في كوريا». وتعتمد كوريا على الطاقة النووية لتوليد 40 في المئة من حاجاتها من الكهرباء وذلك من خلال 20 مفاعلاً تحت التشغيل و 14 مفاعلاً إضافياً تحت التصميم أو الإنشاء. وتعمل المملكة ممثلة بمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، على تطوير مزيج مستدام من مصادر الطاقة تشكل الطاقة النووية أحد مكوناته، وذلك لمواكبة النمو المتسارع للطلب المحلي على الطاقة الذي يصل إلى 8 في المئة سنوياً. وكان يماني أوضح في وقت سابق أنه «مع تزايد الطلب المحلي على الطاقة والمتوقع أن يتضاعف ثلاث مرات تقريباً في السنوات العشرين المقبلة، فإن من المهم جداً أن تستخدم المملكة تقنية الطاقة الذرية والمتجددة لتلبية هذا الطلب المتزايد بطريقة آمنة ومستدامة ونظيفة، تحافظ على النفط للأجيال القادمة وتضمن استمرارية إمداداته للأسواق العالمية». وتسعى السعودية إلى تطوير تعاونها مع الدول الرائدة عالمياً في صناعة الطاقة النووية السلمية، إذ وقعت في وقت سابق من هذا العام اتفاق تعاون مع فرنسا، تبعه اتفاق آخر مع الأرجنتين، كما تسعى إلى بناء المزيد من التعاون النووي السلمي مع الصين وروسيا والتشيخ والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية.