أكد رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أن بلاده ستمضي في مسارها المتدرج نحو تعميق خيار ثقافة المشاركة السياسية للوصول به إلى منتهاه تلبية لطموحات شعبها. وقال الشيخ خليفة خلال افتتاح دورة «المجلس الوطني الاتحادي» (البرلمان) في أبو ظبي أمس «إن افتتاح أعمال المجلس يعتبر تتويجاً للمرحلة الثانية في مسارنا المتدرج نحو تعميق خيار ثقافة المشاركة وتطوير ممارساتها الذي اتخذناه بكامل الإرادة الوطنية». وشارك في افتتاح المجلس نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وأعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد وكبار المسؤولين في الدولة. ويضم «المجلس الوطني» 40 عضواً بينهم 20 انتخبتهم لجنة تضم حوالى 130 ألف ناخب، فيما عينت الحكومات المحلية في دولة الإمارات النواب العشرين الآخرين كل بحسب الحصة المقررة لها. وتزامن افتتاح الدورة مع احتفال الإمارات باليوم الوطني الأربعين لقيامها في 1971 وستبلغ هذه الاحتفالات ذروتها في الثاني من كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وتوجه رئيس الإمارات في كلمته إلى أعضاء المجلس بالقول: «إن عضوية المجلس الوطني ليست امتيازا أو وجاهة اجتماعية، بل مسؤولية وأمانة عظيمة وعبء ثقيل وتكليف وطني. فمن وضعوا الثقة فيكم وأنابوكم ترشيحاً وتعييناً ينظرون إليكم وينتظرون منكم، فكونوا بقدر الثقة وأخلصوا وناصحوا والتزموا مصلحة الوطن ومصالح المواطنين، وفي الحق سنكون معكم مساندين ومعاضدين ومؤيدين». وأضاف: «إن انعقاد مجلسكم اليوم تتويج موفق للمرحلة الثانية في مسارنا المتدرج نحو تعميق ثقافة المشاركة وتطوير ممارستها وهو خيار اتخذناه بكامل الإرادة الوطنية وسنمضي به إلى منتهاه بكل العزم تلبية لطموحات أبناء شعبنا وبناته في وطن يتشاركون بنائه ويصونون مكتسباته ويفتخرون بالعيش فيه والانتماء له، فالتمكين هو روح الاتحاد ورهانه الكبير». ونوه الشيخ خليفة بدور المجلس الوطني في دوراته السابقة «ومساهمته في الخطوات التي حققتها الدولة في المجالات كافة حتى باتت نموذجاً يحتذى في الإنجاز وإدارة التحديات، وذلك بفضل ولاء أبنائها وفعالية مؤسساتها ونظمها وقوانينها ورشد سياساتها الداخلية والخارجية». وزاد: «كان لمجلسكم الموقر الدور المقدر ونحن على كامل الرضا بما حقق من كسب خلال الأربعة عشر فصلاً الماضية، حيث عمل في تناسق تام وتعاون فعال مع الجهاز التنفيذي مسانداً ومرشداً، وأسهم بمسؤولية في بناء دولة القانون والمؤسسات وتوطيد نهج الشورى وتعزيز ممارسات المساءلة والشفافية وتكريس قيم الولاء والانتماء والتلاحم الوطني وننتظر منه اليوم في فصله الخامس عشر وجوداً أكثر فاعلية يستشعره الناس، ومشاركة أعظم تأثيراً في التأسيس تدرجاً لنظام تمثيلي وطني أصيل يستمد عناصره من قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا ومكونات نسيجنا الاجتماعي والثقافي ويرسخ نهج الشورى وقيم المشاركة ويعزز خصوصية تجربتنا في تميزها وتفردها وتعبيرها عن مجتمعنا المتحرك بعزم وتطلع نحو مستقبل أصدق وعداً وأكبر أملاً». وفي وقت لاحق، تم إختيار محمد أحمد المر رئيسا للمجلس الوطني بالتزكية، كما تم إختيار الدكتورة أمل القبيسي نائبا اول للرئيس بالتزكية. والمر هو أول أديب إماراتي يرأس المجلس وثامن رئيس له. اما القبيسي فكانت أول إمرأة تنتخب في المجلس الوطني في الدورة الماضية وترأست لجنة التربية والتعليم والاعلام والشباب والثقافة.