استدعت وزارة الخارجية الكويتية أمس السفير الإيراني لدى الكويت وطالبته بإطلاق سراح مواطنين كويتيين يعملان مراسلين لمحطة تلفزيون «العدالة» الكويتية الخاصة كانا اعتقلا في مدينة عبادان جنوب غربي إيران الجمعة الماضي أثناء إعدادهما تقريراً صحافياً للمحطة هناك، واتهما من قبل السلطات الإيرانية ب «التجسس». وجاء في بيان للوزارة أن وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله استدعى سفير طهران لدى الكويت روح الله قهرماني «لبحث مسألة اعتقال السلطات الإيرانية مواطنين كويتيين»، وأن الجارالله «طلب من السفير الإيراني بذل المساعي لدى سلطات بلاده المختصة لضمان إطلاق سراحهما بأسرع وقت ممكن». وأكد البيان «مواصلة الاتصالات بين دولة الكويت وإيران لضمان الإفراج عن المحتجزين». ونقلت «وكالة الأنباء الكويتية» الرسمية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية «نفيه نفياً قاطعاً ما تضمنه الخبر (الإيراني) من اتهام لهما» موضحة أن «المواطنين الكويتيين يعملان في قناة تلفزيونية كويتية خاصة ومكلفان إعداد أحد البرامج الاجتماعية الخاصة بالقناة». وأشار المصدر إلى أن «المواطنين حصلا على تأشيرة الدخول اللازمة من الجهات الإيرانية المعنية لإنجاز مهمتهما، مؤكداً أن الاتصالات بالسلطات الإيرانية بدأت لتوضيح الموقف وضمان إطلاق سراحهما». واعتقل الزميلان عادل اليحيي ورائد الماجد بينما كانا يعدان تقريراً اجتماعياً حول مصير أبناء لمواطنين كويتيين من زيجات بمواطنات إيرانيات. وقال أقرباء للزميلين إنهما زارا إيران أكثر من مرة لإنجاز هذا التقرير بمعرفة السلطات هناك، واستغربوا قرار الاعتقال. يذكر أن محطة «العدالة» يملكها رجل الأعمال من أصول إيرانيه محمود حيدر، وتتبنى سياسة مقاربة لإيران وللأقلية الشيعية في الكويت. وربطت مصادر كويتية بين توقيت اعتقال اليحيي والماجد وبين الحكم المتوقع صدوره خلال أيام عن محكمة الجنايات الكويتية بحق عدد من الإيرانيين ضمن ما يعرف ب «شبكة التجسس الإيرانية» مطلع العام الحالي والتي تتهم النيابة فيها 7 أشخاص بالتجسس على قواعد عسكرية أميركية وكويتية وجمع معلومات عن مواقع حساسة وتلقي تدريب على استخدام المتفجرات. البحرين وإيران على صعيد آخر، أبدت وزارة الخارجية البحرينية في بيان أمس «الاستغراب الشديد لتصريحات ومزاعم مساعد وزير الخارجية الإيراني (للشؤون العربية والأفريقية) حسين أمير عبد اللهيان بخصوص الخلية الإرهابية» البحرينية التي تم اعتقال خمسة من أفرادها قبل ثلاثة أيام في قطر، وقالت إن هذه التصريحات «تتناقض واللياقة الديبلوماسية ومبادئ حسن الجوار وقواعد التعامل الدولي وتعد تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين وهو نهج إيراني تقليدي مرفوض رفضاً تاماً». وأكدت الوزارة أن «انكشاف أمر الخلية الإرهابية التي تم القبض على أفرادها بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة الأمنية في دولة قطر الشقيقة، يأتي انطلاقاً من الإحساس العميق بوشائج الأخوة والتضامن التي تربط البلدين الشقيقين والتساند والتكاتف أمام التحديات، وذلك تعزيزاً لقدراتهما بحماية أمنهما وأمن دول مجلس التعاون، وتدل دلالة واضحة على دور الحرس الثوري الإيراني في زعزعة الأمن والاستقرار بدول مجلس التعاون وذلك بإنشاء خلايا إرهابية نائمة في مختلف دوله، بما يتعارض جملة وتفصيلاً والمبادئ التي كرستها المواثيق الدولية وقرارات منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة، وبما يؤكد بلا أدنى شك تورط المنظمات الإرهابية التابعة لإيران في نشر الإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، الأمر الذي يهدد الأمن والسلام العالمي، ما يستوجب من جميع الدول المحبة للسلام حشد طاقاتها لردع مثل هذه الأخطار والتهديدات الإرهابية في إطار التعاون الإقليمي والدولي، وذلك حماية للأمن والسلام الدوليين». وكان عبد اللهيان رفض اتهامات المنامة بارتباط بلاده بالخلية الإرهابية، معتبراً أنها «مزاعم سخيفة» و «لا أساس لها من الصحة»، وقال «مثل هذا النوع من المزاعم الذي لا أساس له من الصحة ليس سوى تكرار، على الطريقة البحرينية، لسيناريو سخيف فبركته الولاياتالمتحدة». وكانت النيابة العامة البحرينية أفادت الأحد بأن «الخلية الإرهابية» كانت «تنسق مع الحرس الثوري الإيراني» لاستهداف منشآت حساسة في البحرين. وفي بيروت، اصدر «حزب الله» بياناً نفى فيه اي علاقة له بافراد الخلية المعتقلين في البحرين، وقال ان اتهامات السلطات البحرينية بهذا الشأن «عارية عن الصحة تماما ولا اساس لها اطلاقا».