ما إن ينتهي عيد الأضحى من كل عام، حتى تنطلق مواكب مهربي اللحوم الفاسدة على أنحاء متفرقة من محافظة جدة في محاولة لإغراق المطاعم والمطابخ بغير الصحية منها. وأكد رئيس بلدية الجنوب الفرعية المكلف المهندس محمد القرني ل «الحياة» أن توجيهات أمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو راس أتت واضحة بشأن تضييق الخناق على المنافذ كافة المؤدية إلى المدينة الساحلية لمنع وصول تلك النوعية من اللحوم إلى مناطق الاستهلاك بها، مبيناً أن لجاناً عدة من البلديات المختلفة التابعة للأمانة كثفت من جهودها خلال هذه الفترة من أجل وضع حد لدخول تلك اللحوم غير الصالحة للاستهلاك الآدمي، نظراً إلى عدم تخزينها في الشكل الملائم، مشيراً إلى أن بعضاً من اللحوم المعنية يتم رفضها لمخالفتها للاشتراطات الصحية أو لكونها مريضة. وكشف رئيس بلدية الجنوب ضبط 446 رأساً من الأغنام في ثلاثة منافذ وصفها ب «الحساسة والمهمة» وهي منفذ العبور، وطريق جدة - مكة السريع، وطريق جدة جازان الدولي، إضافة إلى ضبط 376 رأساً من الأغنام يتم ذبحها ومن ثم سلخها وتوزيعها معبأة في أكياس بلاستيكية توزعها 39 مركبة تم هي الأخرى ضبطها إلى جانب ضبط جمل واحد غير صالح للاستهلاك الآدمي. ولم يخف القرني انتشار مثل هذه اللحوم ووجود طلب لها خصوصاً من بعض المطاعم، نظراً إلى كونها تباع بأثمان قليلة لا تقدر بالكلفة الإجمالية لرأس الماشية الواحد، مؤكداً أن خط الدفاع الأول لإيقاف دخول هذه اللحوم هو مراقبتها عبر المنافذ ومن ثم إحكام الرقابة على المطاعم كافة الموجودة في المدينة الساحلية، لافتاً إلى أن أمين جدة يتابع آخر مستجدات قضية اللحوم والضبطيات والإجراءات المتخذة في هذا الإطار. وشدد على أنه يتم إتلاف تلك اللحوم عبر رشها بمادة «الكلور» وذلك قبل أن يتم إتلافها في شكل تام حفاظاً على البيئة. وخلال جولة ل «الحياة» على عدد من المطاعم، أكد أصحابها تلقيهم عروضاً مختلفة من بائعي لحوم الأضاحي الفاسدة بأسعار زهيدة لا تتجاوز 200 ريال للرأس الواحد من الأغنام، إلا أن الكثير –حسب إفاداتهم- من تلك المطاعم نفوا أن تكون تلك العروض حافزاً لهم في المخاطرة بحياة الناس لأجل زيادة طفيفة في معدل الأرباح، منوهين بتشديد مراقبي أمانة جدة على المطاعم خلال هذه الفترة وتنفيذ الجزاءات والغرامات من دون تهاون ما حد من تفشي تجارة «لحوم الأضاحي الفاسدة». من جهته، نفى مصدر مسؤول في مشروع السعودية للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي (فضل عدم ذكر اسمه) ل «الحياة» أن تكون المسالخ التابعة للمشروع مصدر اللحوم المشتكى منها، منبهاً إلى أن جميع الأضاحي في المشروع تخضع للفحوصات الطبية قبل شرائها من موردي الماشية في المملكة، وكذلك فحصها قبل ذبحها، مشدداً على أن نسبة الأضاحي غير المطابقة للاشتراطات الصحية في المشروع لا تكاد تذكر. وحاولت «الحياة» الحصول على تعقيب أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار عن مصدر تلك اللحوم والإجراءات المتخذة من أمانته حيالها إلا أن محاولاتها باءت بالفشل. وعلى الصعيد الطبي، أكد الاختصاصي الغذائي الدكتور مصطفى بيومي أن تناول هذه النوعية من اللحوم يهدد حياة آكليها بأمراض عدة. وحدد بيومي علامات فساد اللحوم في أن لونها يميل إلى الأحمر الغامق، إضافة إلى تغير رائحتها التي تميل إلى العفونة كما يميل ملمسها إلى الرخو، موضحاً أن الطريقة الأمثل لكشفها تكون من طريق أخذ قطعة منها ووضعها في إناء به ماء مغل إذ في حال تصاعدت من الإناء رائحة نتنة فإن في هذه الحال يتأكد فسادها. وطالب الاختصاصي الغذائي بتفعيل الرقابة في شكل أكبر خلال هذه الأيام لحماية الناس من الأضرار الصحية التي وصفها ب «الخطرة» نتيجة اللحوم المعنية.