أعلن وكيل أمين جدة السابق الدكتور إبراهيم عالم (62 عاماً) الوصي على أخيه إسماعيل عالم بصك شرعي ل «الحياة» تسامحه في قضية شقيقه الذي مكث في ثلاجات الموتى مدة أربعة أيام ولم يتم تبليغ ذويه بوفاته، ولم يعلموا بها إلا من طريق الصدفة المحضة التي قادتهم إليها تسجيل ملاحظة «مجهول المرجع» على ملفه الطبي، على رغم التأكيد على أن كلا المستشفيين (الملك عبد العزيز والصحة النفسية) لديه أرقام وأسماء الأشخاص الذين يمكن التواصل معهم في حال دعت الحاجة لذلك. وقال عالم: «إن المشكلة تكمن في النظام الذي يوحي بتدني المسؤولية الاجتماعية والجودة النوعية في الأداء وتقويم الذات»، وأضاف ساخطاً: «إن العالم يتقدم باستخدامه للحكومة الإلكترونية والتقنية بينما أصبحت هذه التقنية بمثابة عبء على المجتمع لدينا»، كاشفاً تعرضه لهجوم من بعض الأشخاص الذين يعتقد أنهم من العاملين في المستشفيين، «هنالك من هاجمني شخصياً ومنهم من هاجم أسرتي وعملي بكلام جارح». وأبان الدكتور عالم أن المستشفى كان يمارس على أسرته ضغطاً كثيفاً لتسلم أخيه المريض، مبرراً عدم زيارته كثيراً له في المستشفى باعتقاده أنه يستطيع إخراجه من المستشفى، ما يجعله يحدث فوضى عارمة داخل غرفة الزيارة والمستشفى، وتابع: «أنا شخص كثير الأسفار بناء على أعمالي الخاصة داخلياً وخارجياً، وفي الوقت الذي كنت فيه خارج المملكة وردني اتصال من مستشفى الصحة النفسية يفيد أن أخي مريض ويعاني من ضيق في التنفس واحتمال وجود ماء في الرئة وطلبوا مني الإذن في نقله إلى مستشفى الملك عبدالعزيز، فوافقت على الفور على اعتبار أنه التصرف المنطقي، وذلك قبل حدوث الوفاة بخمسة أو أربعة أيام، وأمرت أختي البالغة من العمر (80 عاماً) بضرورة زيارة إسماعيل في مستشفى الملك عبدالعزيز يوم الأحد ومن ثم عاودت زيارته يوم الخميس لكنها هذه المرة لم تجده وعند سؤالها عنه أخبروها بأنه غير موجود ما دعاها لمخاطبتي لمعرفة تفاصيل الموضوع وعند اتصالي بالمستشفى أخبرني الموظف أن أخي توفي ولكن لا يعرف متى تمت الوفاة بالضبط، فعدت سريعاً وعند ذهابي للمستشفى تمت إفادتي أن الوفاة حدثت يوم الإثنين الساعة الثانية و23 دقيقة ظهراً، أي أن الوفاة مر عليها أربعة أيام تقريباً ولدى اطلاعي على الملف الخاص بأخي وجدت أنه تم اكتشاف إصابته بسرطان الرئة قبل وفاته بأيام قليلة فقط»، وتساءل: «هل أن مستشفى في حجم الصحة النفسية لم يستطع معرفة مرض نزيل به مدة ثمانية أعوام؟، وهل من العقل وفاة شخص داخل المستشفى من دون إبلاغ ذويه بوفاته؟». من جهته، أكد المدير العام للشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي باداود في تصريح سابق إلى «الحياة»، أن التحقيق الخاص في قضية إسماعيل عالم شقيق وكيل أمين جدة السابق الدكتور إبراهيم عالم الذي تم نقله من مستشفى الصحة النفسية إلى مستشفى الملك عبدالعزيز وتوفي فيه ولم يتم إبلاغ ذويه بوفاته وتسجيله «متوفى مجهول هوية» لم يبدأ إلا منذ يومين فقط، إذ تجري متابعة تقريري الصحة النفسية ومستشفى الملك عبدالعزيز، عازياً التأخير الحاصل في التحقيق إلى إجازة موظف في مستشفى الملك عبدالعزيز، مشيراً إلى أن فترة عيد الأضحى يكون غالبية الموظفين خلالها في إجازة رسمية. وأضاف: «على رغم ذلك استدعينا الموظف المعني، لكنه كان خارج جدة وما زلنا في انتظار حضوره خلال اليومين المقبلين»، لافتاً إلى أن تحديد العقوبة يعتمد على معرفة السبب والمتسبب، مفيداً أن المشكلة ليست واضحة حتى الآن بين مستشفى الصحة النفسية ومستشفى الملك عبدالعزيز، وذلك لوجود جزء منها يتحمله كل طرف منهما. واستدرك: «في حال التأكد من تبليغ الصحة النفسية لشقيقة المتوفى بنقله إلى مستشفى الملك عبدالعزيز فسيتم التحقيق مع المستشفى ومعرفة سبب عدم إبلاغ ذوي المتوفى بوفاته»، واعداً بأنه سيتم استكمال إجراءات التحقيق خلال اليومين المقبلين كحدٍ أقصى. وعن الضمانات المقدمة لعدم تكرار مثل هذه الحوادث، أوضح باداود أن معرفة السبب والآلية التي أحدثت الخطأ هي الأساس، وهذا ما يعكف برنامج الجودة في الشؤون الصحية على متابعته لمنع تكرارها، أما حول شمولية العقاب، فأشار إلى أنه سينحصر في المتسبب المباشر في هذه المشكلة، مبيناً أن مدير المستشفى غير مسؤول عن خطأ موظف أو مسؤول في قسم أخفق في أداء عمله، إلا في حال ثبوت وجود دور لمدير المستشفى في هذا الإخفاق. وحاولت «الحياة» الاتصال بإدارة مستشفى الملك عبدالعزيز لأخذ رأيهم حول القضية ولم تجد أي تجاوب.