تصاعد التوتر الأمني في اليمن امس بعد يوم من وصول موفد الاممالمتحدة جمال بن عمر لإجراء جولة جديدة من المحادثات السياسية مع مختلف الاطراف بهدف حلحلة بعض النقاط العالقة التي لا تزال تحول دون التوقيع النهائي لمبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية من قبل السلطة والمعارضة. ودارت اشتباكات عنيفة في مدينة تعز (260 كم جنوب صنعاء) بين القوات الحكومية ومجموعات قبلية مسلحة مناوئة للنظام أدت الى سقوط 15 قتيلاً من المدنيين بينهم ثلاث نساء وطفلان واصابة اكثر من 30 آخرين بجروح. وبدأت الاشتباكات ليل الخميس، عندما اطلق مسلحون النار على جندي يتولى حراسة احدى المنشآت في المدينة فأصابوه بجروح بالغة، ثم نصب مسلحون آخرون كميناً في منطقة حدنان، احدى ضواحي تعز، فقتلوا الشيخ جمال عبد الواحد الصوفي الموالي للرئيس علي عبد الله صالح ومرافقه الملازم محمد سلطان طاهر الصوفي واصابوا ثلاثة آخرين بجروح. ورد الجيش مستخدماً المدفعية الثقيلة، وقصف تجمعات المسلحين في احياء الروضة والمسبح والموشكي وشارع الستين، لكنه استهدف ايضاً «ساحة الحرية» التي يعتصم فيها الآلاف من المحتجين. وقالت مصادر محلية إن القصف الذي استمر حتى قبل ظهر امس، طاول مستشفى حي الروضة وأدى الى أضرار فادحة ببعض المباني. واتهم مصدر أمني «الميليشيات المسلحة» بمهاجمة مبنى المعهد الصحي ومستشفى الدرن بالقذائف الصاروخية وبصواريخ «لاو» المضادة للمدرعات، انطلاقاً من حي الروضة وجوار مدرسة زيد الموشكي، وأشار الى إصابة ثلاثة جنود احدهم بحال خطرة. ودان محافظ محافظة تعز حمود الصوفي قصف منازل المواطنين والاعتداء على ساحة الاعتصام وقوات الأمن، وقال في تصريح: «إن المواجهات الأخيرة بدأت بقنص مجهولين لأحد الجنود أمام مستشفى الثورة بالمدينة»، غير أنه أشار إلى أن «مقتل الجندي أو إصابته لا يبرر استهداف منازل المواطنين والمعتصمين»، معرباً عن أسفه لسقوط الضحايا. وتحدث الصوفي عن فتح تحقيق في المواجهات التي شهدتها المحافظة خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية، متوعداً بمحاسبة المتسببين فيها. وقال: «هذه الاعتداءات وتبادل إطلاق النار بين الأمن والمسلحين قوضت فرص التهدئة التي وقّع عليها جميع الأطراف السياسيين بالمحافظة». وكان بن عمر الذي يقوم بزيارته السادسة الى اليمن، التقى الخميس وزير الخارجية أبو بكر القربي وبحث معه تطورات الأزمة. ويتوقع أن يواصل لقاءاته ومشاوراته اليوم مع نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي وقيادات في حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم وقادة في المعارضة.