طلب مكتب الدفاع في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أمس، تعليق مذكرات التوقيف الصادرة عن الادعاء العام في المحكمة، في حق المتهمين الأربعة من «حزب الله» بالتورط في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. وبرر رئيس مكتب الدفاع في المحكمة فرانسوا رو، في جلسة هي الأولى لغرفة الدرجة الأولى للمحكمة هدفت الى البتّ في ما إذا كانت إجراءات المحاكمة الغيابية لكل من مصطفى أمين بدر الدين وسليم جميل عياش وحسين حسن عنيسي وأسد حسن صبرا استوفت الشروط القانونية، طلبَه تعليق مذكرات التوقيف بضرورة اتخاذ التدابير لتبليغ المتهمين بالتهم الموجهة اليهم، ولأنه لم يكن المتهمون على معرفة بأنه يمكن مثولهم في شكل حر أمام المحكمة، وكذلك حقهم بالمثول عبر الوسائل المتلفزة من بُعد. وفيما كانت جلسة غرفة الدرجة الأولى التي بدأت صباحاً واستمرت حتى ما يقارب الخامسة بعد الظهر، مع استراحات عدة، تشارف على نهايتها، كان الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله يتحدث خلال ذكرى «يوم الشهيد» في ضاحية بيروت الجنوبية، فعلّق على الجلسة بالقول: «نحن نتعاطى مع هذه المحكمة على أساس أنها غير موجودة». ودعا في ما يخص حصة لبنان في تمويل المحكمةالى الأخذ باقتراح تقدم به رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة يقضي بأن تموّل الجامعة العربية حصة الولاياتالمتحدة التي قطعتها عن منظمة «اليونيسكو» إثر اعترافها بدولة فلسطين كعضو فيها، وتطبيق هذا الاقتراح على المحكمة. كما دعا الى الإقلاع عن الضغط على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وحكومته في هذا الموضوع. وكان الناطق باسم المحكمة مارتن يوسف، قال أمس إن مهلة دفع الحكومة اللبنانية مستحقاتها لتمويل المحكمة لعام 2011 انتهت في آخر شهر تشرين الأول (أكتوبر). وتحدث نصرالله عن الوضع الداخلي فقدّم «نصيحة»، في إشارة الى قوى المعارضة وقوى 14 آذار «الى كل الذين يؤجلون الملفات والخيارات ويسمعون آمالاً ورهانات ويبنون على رهان سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سورية، وأقول لهم دعوا هذا الرهان جانباً فهو سيفشل كما فشلت كل الرهانات السابقة». وأضاف في تلميح الى موقف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري: «الغريب ان هؤلاء يطرحون شعار لبنان أولاً إلا في الخيارات، (حيث) يأتي لبنان في الآخر». وتحدث عن التطورات المتعلقة بالضغوط على سورية وإيران، وقال ان الولاياتالمتحدة تهدف الى التعويض عن خسارتها في مصر وتونس وليبيا، ولذلك تضع إيران وسورية في موقع الدفاع لإثارة الغبار قبل انسحابها وهزيمتها في العراق. وأكد أن إيران سترد الصاع صاعين في حال الاعتداء عليها. وكانت جلسة غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الخاصة بلبنان شهدت مرافعات لمكتب الدفاع في المحكمة ولمكتب المدعي العام دانيال بلمار، في شأن مدى كفاية الإجراءات التمهيدية للبدء في محاكمات غيابية، وفقاً لنظام المحكمة وأصول الإجراءات والإثبات. وقال ممثل الادعاء ان ما بذلته السلطات اللبنانية من جهود لتحديد مكان وجود المتهمين الأربعة وتوقيفهم مفيد لكن غير كاف. ولفت قوله بالاستناد الى تقارير النائب العام التمييزي في لبنان القاضي سعيد ميرزا عن الجهود التي بذلت بحثاً عن المتهمين، بأن «الوضع في لبنان حساس ودقيق». ودعا الى الاستماع الى القاضي ميرزا أو من يمثله في هذا الصدد واقترح تأجيل البت في إجراءات المحاكمة الغيابية مدة 3 أشهر. أما مكتب الدفاع فشدد على أن مذكرات التوقيف كان يجب ألاّ تصدر أصلاً ضد المتهمين الأربعة. ويفترض أن تأخذ غرفة الدرجة الأولى بعد الجلسة قراراً في ما إذا كان يمكن بدء إجراءات المحاكمة الغيابية. أما على صعيد الأزمة في سورية وتداعياتها اللبنانية، فقد شهدت منطقة الشمال أمس نقل شابين لبنانيين أصيبا نتيجة انفجار لغمين أرضيين كان زرعهما الجيش السوري على الحدود مع لبنان للحؤول دون انتقال الهاربين السوريين الى الأراضي اللبنانية أو تهريب السلاح.