كشف موظفون في وزارة الصحة عن عدم وجود ستة مراكز صحية جرى تعيينهم فيها منذ أكثر من عام، وتقع في أحياء المونسية وقرطبة واليرموك والقادسية والرمال. وأكّد الموظفون في حديثهم ل«الحياة» ( فضلوا عدم ذكر أسمائهم) أنهم على ملاك تلك المراكز الصحية، إلا أنهم فوجئوا بعدم وجودها على أرض الواقع، ما اضطر المسؤولين في المديرية العامة للشؤؤن الصحية بالرياض إلى توزيعهم على مراكز صحية أخرى في أحياء مجاورة. وذكر ممرض تابع لمركز صحي المونسية أنه بحث عن المركز الصحي الذي جرى توجيهه إليه، مضيفاً: «عندما لم أجده، أخبرت المسؤولين بذلك، فوجهوني للعمل في مركز صحي آخر». وفيما يتخبط الموظفون ويبحثون عن تلك المراكز، ويتم إعادة توزيعهم على مراكز أخرى، يعاني سكان تلك الأحياء، خصوصاً الواقعة شمال طريق الدمام، من انعدام الخدمات الصحية بالقرب منهم. ويقول فارس العتيبي، وهو أحد سكان حي المونسية: «أسكن في الحي منذ أربعة أعوام، ويعلم الله كم أعاني مثل بقية السكان من عدم وجود مركز صحي»، مطالباً المسؤولين في وزارة الصحة بالتحقيق وتشكيل لجنة حول عدم وجود مركز صحي على رغم الحاجة الماسة إليه، وعلى رغم تأمين وتوفير الكوادر الطبية التي تم توزيعها على المراكز الصحية الأخرى في الأحياء المجاورة. ويؤكد فارس: «سبق أن راجعنا الشؤون الصحية في منطقة الرياض، وأخبرونا أنهم في صدد افتتاح مركز صحي، وأنهم يبحثون عن مبنى لاستئجاره، إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث». ويوضح غزاي المطيري وسعد المرشدي أن حيي المونسية والرمال تنقصهما كثير من الخدمات، «هناك خدمات يمكن تحمّل تأخرها، وبالتأكيد ليس منها المركز الصحي، فهو يتعلق بصحة الإنسان وربما حياته». ويتابعان: «هناك مركز صحي وكادر طبي، ولكن ذلك فقط على الورق، فالمركز لم ينشأ، والموظفون يعملون في مراكز صحية أخرى لعدم وجود مبنى». ويعتبر عواض المتيهي أن ما يعيشه أهالي المونسية قمة في الاستهتار من وزارة الصحة، «وإلا ماذا يعني خلو حي يغص بالسكان من مركز صحي؟». ويشير إلى أن كبار المسؤولين في الدولة لم يقصروا في الخدمات الصحية، إلا أن وزارة الصحة دائماً ما تخذل المرضى وذويهم، «الشؤون الصحية في الرياض ماطلت كثيراً في إنشاء وتأسيس المركز الصحي، وترددت في استئجار مبنى في الحي، وما نعيشه اليوم في الحي نتاج تلك القرارات الضعيفة». ولا يخفي المتيهي أنه يعيش معاناة حقيقية عندما يمرض هو أو أحد أفراد أسرته، «نذهب إلى مراكز صحية أخرى في أحياء مجاورة، إلا أن الوصول إليها صعب، بسبب الاختناق المروري على طريق الشيخ جابر، وعند الوصول نجد الكثير من المراجعين، ما يجعلك تنتظر فترة طويلة قبل أن تدخل على الطبيب، الأمر الذي يرهق رب الأسرة ويضيع وقته في شكل يمس مصدر رزقه»، مضيفاً: «هناك خيار آخر، وهو المستوصفات الأهلية التي ترهق جيوبنا، وتستنزف موازنات الأسر».