استعاد مهرجان الدوخلة المقام في بلدة السنابس (محافظة القطيف)، واحداً من أبرز أنماط الحياة القديمة في منطقة الخليج العربي، المتمثل في «مجلس النوخدة»، وهو قائد القارب، سواءً كان للصيد أو الغوص للبحث عن اللؤلؤ. وشيد المجلس حسين اليعقوب، المتخصص في بناء البيوت القديمة. ولم يكتف بتشييده، فهو يجلس فيه كل يوم، ليستقبل زائريه. ويحتل المجلس زاوية من زوايا القرية التراثية في المهرجان، مانحاً زائريه لحظات، يستعيدون فيها كيف كان يعيش آباؤهم وأجدادهم، الذين كانوا يقصدون هذا المجلس ليستريحوا، بعد يوم شاق من العمل والجهد. ويتناولوا فيه التمر والقهوة، لب الجلسة، وليتبادلوا فيه الأحاديث، استعداداً لمواصلة حياة شاقة. ويمزج المجلس، بين البساطة في الطراز القديم، واللمسات الذوقية، التي تعبر عن الزمن الذي كان فيه مقصداً لأهالي البلدة. وقال اليعقوب: «تخصصت في بناء البيوت القديمة، باستخدام الخامات التي كانت تستخدم في البيوت، قبل دخول الطوب والأسمنت والحديد، مثل الباستيل، والطين والجص. ولكنني لم استعملها في بناء هذا المجلس، لأنه سيقام لمدة أيام، لذا استعنت بالفلين والخشب». وذكر أن بناء المجلس «استغرق نحو أسبوع، وكان يمكن أن يكون أقل من ذلك، لولا عدم توافر المواد». وأضاف أن «طبيعة عملي جعلتني لصيقاً في الماضي، عالم التراث، ومن خلال المهرجان الذي يتضمن أجزاء كبيرة في محتواه، وجدت نفسي في هذه القرية التراثية كمتطوع، لإبراز تاريخ أجدادي، وللاستمتاع في مهنة، لطالما وجدت نفسي فيها». ووصف الإقبال على المجلس ب «الكبير، بسبب تعطش الناس لمشاهدة الماضي، وهو يفوق التصور، ونجاح كل مرحلة نقوم فيها، يجعلنا نشتعل حماساً للعمل في المرات المقبلة». إلى ذلك، نظم المهرجان حملة للتبرع بالدم، استمرت يومين، خُصص أحدهما للرجال، والآخر للنساء. واستقبلت خيمة «الطفل العالمية والصحية»، المتبرعين. وقال رئيس الخيمة الدكتور جمال المرهون: «واجهتنا معوقات عدة، منها ضيق الوقت، وارتفاع نسبة الراغبين في التبرع»، مضيفاً «لم نقبل بعض الراغبين في التبرع، بسبب إصابتهم بفقر الدم المنجلي، أو انخفاض الهيموغلوبين في الدم، إضافة إلى التغير المفاجئ في الطقس». وذكر أنهم قبلوا «35 سيدة متبرعة، فيما رفضنا 80 أخرى، لعدم انطباق الشروط عليهن». وأشار إلى أن «بنك الدم في مستشفى القطيف المركزي، «رفض استمرار الفعالية لأكثر من يومين، بسبب قلة الكوادر، إذ تزامنت الحملة مع فترة الحج وإجازة العيد. لكنهم وعدونا بوقت أطول في السنة المقبلة». وأضاف «ستعود التبرعات لمركز بنك الدم لإعانة من هم بحاجة إليها، سواء من القطيف أو الدمام». وسلط ركن التربية والحاجات الخاصة في المهرجان الضوء على أهمية الالتفات لذوي الحاجات الخاصة، وأهمية دعمهم ومساعدتهم، مادياً ومعنوياً. وقال رئيس لجنة الحاجات الخاصة شفيق آل سيف: «إن الدعم المعنوي الذي تقوم به اللجنة من خلال المهرجان، يتجسد من خلال توعية ذوي الحاجات الخاصة وأسرهم». وأضاف «ارتاد المعرض معوقون للاطلاع على فعاليات اللجنة. بينما كان النصيب الأكبر من الزيارات للأسر التي تضمنت أفراداً من ذوي الحاجات الخاصة، والمهتمين». وأردف آل سيف، «بعض الأسر تشعر بالخجل من الحديث عن وجود معوق لديهم. وعلى رغم أهمية الإسراع في إنقاذ حالة بعضهم، إلا أننا نواجه صعوبة في تحفظ بعض الأسر، حول الحديث عن وجود معوق ضمن أفرادها». وأشار إلى شكوى إحدى الأمهات من «انعزال ابنها المعوق، نتيجة نفور الناس منه في الأماكن العامة، ما ولّد في نفسه نوعاً من الإحباط». وذكر أن «غالبية مشاكل ذوي الحاجات الخاصة، تتمثل في فترة وجود الطفل في رياض الأطفال، إذ يغيب التشخيص الدقيق لحال كل طفل، منذ وجوده في الروضة، بسبب نقص الاهتمام، وعدم وجود اختصاصية تستطيع التمييز بين الطفل السوي وذوي الحاجات الخاصة»، مشيراً إلى أهمية فترة دخول الطفل للروضة، فمن خلالها يتم تمييز حال الطفل، والإسراع في علاجها قبل فوات الأوان».