تنتهي توسعة الحرم المكي الشريف الحالية منتصف 2015، بطاقة استيعابية للحرم تتجاوز في ذروتها القصوى ثلاثة ملايين مصلٍ، و105 آلاف طائف حول الكعبة في الساعة الواحدة. وبعد مرور 14 قرناً مضت شهد بناء وعمارة المسجد الحرام نقلات معمارية كثيرة على مر العصور، غير أن التوسعة الأخيرة للحرم المكي الشريف في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تعتبر الأكبر والأكثر تطوراً وتوسعاً أفقياً ورأسياً وخدمياً. وكانت أول توسعة للحرم في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب في العام ال17 من الهجرة، وفيها تمت زيادة مساحة المسجد 560 متراً مربعاً، واشترى عمر البيوت القريبة من الحرم وهدمها. ثم قام الخليفة الراشد عثمان بن عفان في عام 26ه بزيادة مساحة المسجد لتصبح حوالى 4390 متراً مربعاً، وكان عثمان بن عفان أول من أدخل الأروقة المسقوفة والأعمدة الرخامية للمسجد الحرام. ومن ثم انطلقت في العصر الحديث مشاريع توسعة الحرم المكي منذ عام 1344ه، عندما أمر الملك عبدالعزيز بصيانة المسجد الحرام وإصلاحه. وفي مستهل عام 1373 للهجرة أُدخلت الكهرباء وتمت إضاءة المسجد الحرام بالكامل، ووُضعت فيه المراوح الكهربائية، وفي عهد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد استمرت عملية توسعة وتطوير المسجد الحرام، لتصبح مساحة الحرم 193 ألف متر مربع، وبلغت طاقته الاستيعابية حوالى 400 ألف مصلٍ. واستمرت عمليات التوسعة في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز الذي وضع في أيلول (سبتمبر) 1988 حجر الأساس لأكبر توسعة للحرم المكي في حينها، وشملت إضافة جزء جديد إلي المسجد من الناحية الغربية، والاستفادة من السطح العلوي للمسجد، والذي وصلت مساحته إلى 61 ألف متر مربع. ووصل استيعاب الحرم لأكبر عدد أكبر من المصلين آنذاك، ليصل إجمالي القدرة الاستيعابية للحرم 1.5 مليون مصلٍ، كذلك تم بناء مئذنتين جديدتين ليصبح إجمالي عدد المآذن وقتها 9 مآذن بارتفاع 89 متراً للمئذنة. ومع تزايد أعداد زوار بيت الله الحرام أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالبدء في مشروع توسعة جديدة تهدف إلى إحداث أكبر توسعة للحرم المكي الشريف، تتناول تطوير الحرم في مختلف النواحي العمرانية والفنية والأمنية. ولضخامة المشروع وتنوع أبعاده كان من الضروري تقسيمه إلى ثلاث مراحل، وهدفت المرحلة الأولى إلى توسعة مبنى الحرم المكي ليستوعب أكبر عدد ممكن من المصلين، ويُتوقع أن تصل إلى مليوني مصلٍ في وقت واحد. وأما المرحلة الثانية فتهدف إلى توسعة الساحات الخارجية للحرم التي تضم دورات مياه وممرات وأنفاقاً، إضافة إلى مرافق أخرى، بهدف تسهيل دخول وخروج المصلين وزوار بيت الله الحرام. فيما هدفت المرحلة الثالثة إلى تطوير منطقة الخدمات التي تُعد أحد أهم المرافق المساندة التي تشمل محطات التكييف ومحطات الكهرباء، إلى جانب محطات المياه وغيرها من المحطات التي تقدم الدعم اللازم لمنطقة الحرم. وسيتم تنفيذ هذه التوسعة من خلال ثلاثة محاور رئيسة: الأول التوسعة ذاتها للحرم المكي ليتسع بعد التوسعة لمليوني مصل. والثاني الساحات الخارجية، وهي تحوي دورات المياه والممرات والأنفاق والمرافق الأخرى المساندة، والتي تعمل على انسيابية الحركة في الدخول والخروج للمصلين. أما الثالث فمنطقة الخدمات والتكييف ومحطات الكهرباء ومحطات المياه وغيرها، وتصل مساحة التوسعة إلى 750 ألف متر مربع، ويشمل المشروع توسعة ساحات الحرم من جهة الشامية، تبدأ من باب المروة وتنتهي عند حارة الباب وجبل هندي بالشامية وعند طلعة الحفائر من جهة باب الملك فهد، وهذه التوسعة عبارة عن ساحات فقط ومقترح إنشاء 63 برجاً فندقياً عند نهاية هذه الساحات.