تعدّ كنوز توت عنخ آمون واحدة من أكثر الآثار المصرية شهرة على مستوى العالم. ومنذ اكتشف البريطاني هوارد كارتر، مقبرة هذا الملك الشاب عام 1922، وهي تمثل أكثر الآثار الفرعونية إثارة للاهتمام، كونها لم تتعرض للتخريب أو النهب كبقية المقابر الفرعونية الأخرى، إذ اكتشفت المقبرة بمحتوياتها من دون أن تلمسها يد. تعرض محتويات هذه المقبرة في شكل دائم في المتحف المصري في القاهرة، كما عرضت محتوياتها في مدن عدة حول العالم. ويحل الملك المصري، بدءاً من 26 من الشهر الجاري، ضيفاً على ألمانيا، ضمن معرض ضخم في مدينة فرانكفورت، حيث تُنظّم فاعليات أخرى احتفاء بالثقافة المصرية وتتضمن السينما والمسرح والأدب والفن التشكيلي. ويضم معرض توت عنخ آمون نسخاً مطابقة لمحتويات المقبرة، من كنوز وتحف وتماثيل وأسلحة وأدوات حربية. ويشمل الحدث عرضاً تاريخياً للفترة التي واكبت حكم الفرعون، والملابسات الغامضة لوفاته وهو في الثامنة عشرة من عمره، إضافة إلى عرض بانورامي لقصة العثور على المقبرة في «وادي الملوك» في مدينة الأقصر، جنوب مصر. ويستمر المعرض لشهور عدة. أوليفر كريستوف، المدير التنفيذي لمؤسسة «سيميل» المنظمة لمعرض توت عنخ آمون والفاعليات المصاحبة له، يزور القاهرة هذه الأيام من أجل الإعداد له، ويقول: «إنها المرة الأولى التي يُنظّم فيها معرض بمثل هذه الضخامة في مدينة فرانكفورت، كما أنها المرة الأولى التى تشهد فيها ألمانيا ذلك التركيز على الثقافة المصرية المعاصرة، فهناك رغبة حقيقية لدى الشعوب الأوروبية والشعب الألماني خصوصاً، للتعرف إلى تلك الثقافة وأوجهها المتعددة لا سيما بعد ثورة 25 يناير». وشيّدت تجهيزات خاصة بالحدث على مساحة أربعة آلاف متر مربع في قلب فرانكفورت، وسيقام على هامشه معرض عنوانه «إلى مصر مع حبي» ويضم أعمالاً لثلاثة فنانين مصريين، حاول كل منهم التعبير بطريقته عن الثورة المصرية من خلال الصورة الفوتوغرافية. وتتضمن الفاعليات لقاءات مع الأدباء جمال الغيطاني وخالد الخميسي ومنصورة عز الدين، إضافة إلى المدوّنة غادة عبدالعال. كما ستعرض أفلام «عمارة يعقوبيان» لمروان حامد، و«إسكندرية ليه» ليوسف شاهين، و«المومياء» لشادي عبدالسلام، و«ميكرفون» لأحمد عبدالله السيد. وتشارك في الفاعليات فرق موسيقية، من بينها «بيكيا» و«مسار إجباري» و«إسكندريلا»، إضافة إلى عرض مسرحية «سوليتير» للمخرجة داليا بسيوني.