لكون منطقة جازان تمتلك أرخبيلاً من الجزر الطبيعية البكر، التي تشكل حلقة متكاملة من بداية شواطئ الشقيق شمال المنطقة وانتهاءً بالحدود مع اليمن، تصل إلى نحو 263 جزيرة مهيأة لجذب السياح على مستوى العالم طالب عدد من المواطنين والزوار رجال الأعمال باستثمار تلك الجزر سياحياً. وقال أحد صيادي السمك في المنطقة أحمد محمد: «إن هناك الكثير من الجزر التي نقصدها بغرض الصيد، لكننا نختار الجزر ذات المناظر الخلابة، خصوصاً الشعاب المرجانية التي تنتشر على بعض الشواطئ، وتأسر النظر بألوانها الزاهية الأرجوانية، وكذلك الجزر ذات الرمال البيضاء الصافية لنقضي فيها أمتع أوقاتنا نظراً إلى طبيعة تلك الجزر التي لا تزال بكراً»، في حين يقول عرفات العلي أحد ساكني جزيرة فرسان: «أفضل الجزر ذات الأشجار الكثيفة، ففيها أقضي أمتع أوقاتي نظراً إلى تنوع الطيور الاستوائية كالفوشر وبعض الطيور المهاجرة من جزر المحيط الهندي التي تقضي سباتها الشتوي في جزر المنطقة أيام البرد القارص، بسبب اعتدال أجوائها ومناخها الرائع». وذكر محمد الشهري أحد زوار المنطقة أن جازان تمتلك عدداً هائلاً من الجزر المتعددة التضاريس، فمن الشواطئ القريبة الصالحة للسباحة، إلى الجزر المرجانية التي تشكلت كالأقواس، وأن أفضل ما وجده هو تسيير رحلات مراكب خاصة إلى تلك الجزر للاستمتاع بمناظرها الخلابة وهدوئها الرائع، بينما أشار صالح العلكمي إلى أن جزر المنطقة تمتلك مقومات سياحية هائلة، ولا تحتاج إلى عمليات تمهيد أو حفر كما في المناطق الجبلية، وقال محمد حكمي: «تنقلت كثيراً بين جزر إندونيسيا وماليزيا، فلدينا في المنطقة جزر رائعة وربما تغني عن عناء السفر لدول شرق آسيا في حالة تم استثمارها بالشكل الصحيح، مثل إنشاء الشاليهات البحرية والفنادق الساحلية». من جانبه، لفت أحد أصحاب المراكب في جزيرة فرسان علي عقيلي إلى أنه يتلقى طلبات كثيرة لنقل الزوار إلى الجزر بغرض التنزه، وأن الطلبات تزداد في أيام المواسم السياحية في المنطقة مثل موسم الحريد وصيد الجراجيح، مشيراً إلى أن كلفة ساعة التنزه تبلغ في بعض الأيام 200 ريال، وأن الأسر تفضل الجزر القريبة من فرسان، خصوصاً في الصباح الباكر وبعد صلاة العصر، حتى يتسنى لهم مشاهدة تنوع تلك الجزر والتقاط الصور لها. وفيما ذكر أحد المهتمين بالسياحة عمر عسيري أن بروفيسوراً أسترالياً أكد في إحدى المحاضرات أن منطقة جازان غنية بالمقومات السياحية التي لم يشاهد مثلها حتى في أستراليا، مثل شواطئ الشقيق التي تجتمع فيها الكثبان الرملية العالية، أوضح أحد المستثمرين سياحياً في جزر فرسان سمير عبدالولي أنه تم تسلّم ثلاثة مشاريع في جزيرة فرسان، منها منطقة جنابة وقرية القصار السياحية ومرسى المراكب، وأنه تم الانتهاء من إنشاء جزء منها، وسيتم إكمال المظلات عن طريق خبراء إندونيسيين، مشيراً إلى أن هناك توجهات لاستثمار بعض جزر المنطقة سياحياً. من جهته، أوضح الرئيس التنفيذي لمكتب السياحة في المنطقة رستم الكبيسي أنه تمت ترسية مشروع جزيرة آمنة على شركة عالمية رائدة في صناعة السياحة واستثمار القرى السياحية على مستوى العالم، مشيراً إلى أن المشروع سيحتوي على عدد من مراسي اليخوت والقوارب، إضافة إلى قرية سياحية فيها كل الخدمات المساندة والمطاعم والألعاب وغيرها من الخدمات الترفيهية، وأن الجزيرة تبعد عن الشاطئ 15 كلم جنوب غربي المدينة.