دمشق، نيقوسيا، عمان - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - واصلت قوات الجيش في سورية عملياتها الأمنية في أحياء حمص، خاصة حي بابا عمرو الذي بات مركزاً للمواجهات بين قوات الجيش النظامي ومنشقين عن الجيش لجأوا إلى الحي لحمايته من قوات الأمن والشبيحة. في موازاة ذلك تعرض جنود وعناصر أمنية إلى كمين في منطقة معرة النعمان في محافظة إدلب ما أدى إلى مقتل ثمانية، فيما جرت «اشتباكات عنيفة» بين الجيش النظامي ومنشقين» في حماة. وواصلت قوات الأمن حملة اعتقالات شملت العشرات في اللاذقية وضواحي دمشق وسهل حوران الجنوبي. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 11 شخصاً على الأقل قتلوا أمس في أعمال عنف بينهم ثمانية جنود وثلاثة مدنيين، اثنان منهم سقطا خلال عمليات للجيش السوري في عدد من أحياء مدينة حمص. وقال المرصد في بيان إن «ثمانية من عناصر الجيش والأمن السوري قتلوا اثر كمين نصبه لهم مسلحون يعتقد أنهم منشقون جنوب مدينة معرة النعمان» في محافظة إدلب شمال غربي سورية. وفي المحافظة نفسها، ذكر المرصد أن «مواطناً استشهد متأثراً بجروح أصيب بها برصاص حاجز أمني» في المدينة فجر أمس. وفي بيان آخر، ذكر المرصد أن «مواطناً استشهد خلال المداهمات التي تنفذها القوات السورية في حي بابا عمرو» في حمص صباح أمس. وتحدث البيان عن وفاة سيدة متأثرة بجروح أصيبت بها في بابا عمرو أول من أمس. وأوضح المرصد أن «الجنود يدخلون إلى البيوت لاعتقال أشخاص تبحث عنهم» أجهزة الأمن. وأضاف إن «طفلة استشهدت في حي عشيرة وأصيب اثنان من أفراد عائلتها بجروح اثر إصابة منزلهم بقذيفة آر بي جي» مضادة للدروع. وقال سكان إن ستة مدنيين من بينهم امرأتان وطفل في الثامنة من العمر قتلوا في أماكن أخرى في حمص وريفها مع استمرار حملة الجيش لقمع الاحتجاجات ليلة أول من أمس. ولم يصدر تعقيب من السلطات السورية في شأن هجومها العسكري في حمص، لكنها قالت مراراً إن «إرهابيين» يعملون في المدينة يقتلون المدنيين والشرطة وإن السكان المحليين يريدون «تطهير» المدينة منهم. من جهة أخرى، قال المرصد إن «اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومنشقين» جرت «قرب مجمع الأسد الطبي وجنوب الملعب والحاضر والمزارب» في حماة. وعلى رغم عمليات القمع، جرت تظاهرات تطالب بإسقاط النظام في عدد من المناطق السورية أمس وليلة أول من أمس خصوصاً في إدلب (شمال غرب) وحمص وحماة (وسط) ودرعا (جنوب) ودمشق، كما قال المرصد. وأفاد نشطاء باعتقال عشرات الأشخاص أمس في اللاذقية وضواحي دمشق وسهل حوران الجنوبي لينضموا إلى الآلاف المعتقلين منذ بدء الاحتجاجات في آذار (مارس). وعلى رغم موافقة دمشق في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري على خطة العمل العربية للخروج من الأزمة، واصلت قوات النظام عملياتها الأمنية ما أوقع منذ ذلك الحين المئات بين قتيل وجريح. في موازاة ذلك، أكد مفتي سورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون أن الرئيس بشار الأسد يريد التخلي عن منصبه والعودة إلى مزاولة مهنته الأساسية الطب بعد الانتهاء من عملية الإصلاحات. ونقلت الإذاعة الألمانية «دويتشه فيله» ليلة أول من أمس عن حسون قوله لمجلة «دير شبيغل» الألمانية أن «بشار الأسد لن يبقى رئيساً مدى الحياة لسورية وإنه سيترك السلطة بعد أن ينتهي من عملية الإصلاحات، ومنها السماح بتشكيل أحزاب وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في سورية». ونوه مفتي سورية، الذي فقد مؤخراً ابنه الشاب سارية الذي اغتيل على أيدي مسلحين، بأن «حلم الرئيس بشار كان أن يشرف على عيادة طب للعيون وإنه يرغب في العودة إلى المهنة التي تخرج منها وهي طب العيون». كما حذر حسون مجدداً حلف شمال الأطلسي «الناتو» من تدخل عسكري في سورية، مهدداً إن «التدخل العسكري ستكون له تداعيات كارثية تؤدي إلى القيام بتفجيرات انتحارية في الدول الغربية». وأضاف إن «مثل هذا التدخل العسكري سيؤدي إلى إشعال العالم وإن «حمام الدم» سيطاول أوروبا». وأقر حسون في حديثه ل «دير شبيغل» بأن «الرئيس الأسد هو المسؤول عن الأخطاء السياسية والاقتصادية في سورية»، مؤكداً في الوقت نفسه أن الأسد سيفي بتعهداته تجاه المبادرة العربية، كما ذكرت الإذاعة الألمانية. وطالب مفتي سورية في الوقت نفسه الأوربيين بأن يكونوا أكثر التزاماً تجاه سورية لأنهم «الأفضل للوساطة لإقرار السلام في سورية مقارنة بجامعة الدول العربية»، بحسب رأيه. وكانت صحيفة «الصنداي تلغراف» البريطانية قد نقلت يوم الأحد عن المفتي الشيخ حسون دعوته إلى «تغيير نظام الحزب الواحد، وإلى إجراء انتخابات حرة في غضون 6 أشهر، قد تنتهي بخسارة الأسد، وبالتالي مغادرته سدة الحكم»، مضيفاً: «نحن في سورية ليس لدينا نظام وراثي، وعلى أولئك الذين يقولون إنه لدينا نظام لتوريث العرش أن يأتوا ويروا بأم أعينهم».