ألقى السيّد جعفر فضل الله خطبتي صلاة عيد الأضحى المبارك من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك. ورأى أن العيد أطل «هذا العام، والعالم العربيّ والإسلاميّ في صورةٍ مختلفة، على أثر الثورات التي كسرت فيها الشعوب حاجز الخوف، واستعادت شيئاً من ثقتها بنفسها، واحترامها لذاتها»، مشيراً إلى «تحدّي الفتن التي يعمل اللاعبون الدوليّون ومن في فلكهم، على إثارتَها على المستوى المذهبي تارةً، والطائفيّ أخرى، بهدف تضييع كلّ القضايا الكُبرى التي تنزعُ بالأمّة إلى وحدتها في مواجهة المشاريع التي تسوقها الدول الكُبرى للهيمنة على الواقع العربي والإسلامي من جهة، وليرتاح العدوّ الصهيوني في استكمال مشاريعه الاحتلاليّة من جهة أخرى». وتحدث عن إثارة الفتن الطائفية والمذهبية في لبنان والمنطقة، معتبراً أن «البُعد الإسلاميّ الجامع تمّ تغييبُه عبر الضخّ الإعلامي الذي يساهم فيه إعلام الغلوّ والتخلّف، والخطاب المتشنّج، والتعميمُ لحالات شاذّة على مذاهب برمّتها وطوائف بأكملها». واستعاد كلاماً لوالده العلامة السيد محمد حسين فضل الله «حيث يقول: «إنّ المعادلة الدوليّة في المنطقة تريد أن تُحدثَ أكثر من ساحةٍ يحترقُ فيها الناسُ، حتّى ترتبَ الحلول للمشاكل على طريقتها الخاصّة، ولهذا فإنّ علينا أن نرصد الحالة الداخليّة من خلال الحالة الخارجيّة»، ودعا إلى اعتبار «ما يجري من ضخّ لعناصر الفتنة في العالم العربي والإسلامي، سواء في داخل كلّ بلدٍ، أو بين هذه الدولة أو تلك، هو جزءٌ من إشغال العالم الإسلاميّ عمّا يجري في فلسطين».