أجمعت المراجع الدينية في لبنان امس على التحذير من الوقوع في الفتن الطائفية والمذهبية وحضت الدولة على الإمساك بزمام الأمور قبل فوات الاوان. ونبه مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في تصريح، من «أن لهيب الفتنة يكاد يشتعل فوق جبال اللبنانيين وعلى سواحلهم وفي أبنيتهم إن لم يصلحوا ذات بينهم ويعملوا لوفاقهم ونجاة وطنهم». ودعا الى التنبه جميعاً «إلى ما يحاك للوقوع في فخ الفتن التي تنزلق بلبنان واللبنانيين إلى أودية القتل والتدمير التي شهدها لبنان واللبنانيون في حروب الفتنة الطائفية التي دامت أكثر من 15 سنة»، وقال: «لبنان واللبنانيون أمانة في أعناقنا جميعاً نحن المسؤولين الدينيين والسياسيين منا خصوصاً بعد الفلتان السياسي الذي شهده لبنان في الأيام القليلة الماضية، والخطر الكبير هو أن يتحول هذا الفلتان السياسي إلى فلتان أمني يدمر لبنان واللبنانيين». قبلان ورأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان في خطبة الجمعة، ان «ما يجري على الأرض لا يوصل إلى الحقيقة، فالتحدي ممنوع وحرق الاطارات عمل سيئ، وقطع الطرق اعتداء على المارة، حتى إن الصلاة في الطريق إذا منعت المارة فإنها لا تجوز، لأن المطلوب أن نصلّي جانباً بما لا يعرض مصالح الناس». وحض الدولة «على حزم أمرها، فالأمن لا يكون بالتراضي إنما بوضع اليد على الجرح ومعالجة الجرح بالدواء، وعلى الدولة مسؤولية بسط الامن على الأرض». وناشد الجامعة العربية ومنظمة العمل الإسلامي «التحرك لإطلاق المخطوفين اللبنانيين على أرض سورية الذين لا ذنب لهم». فضل الله ونبّه السيد علي محمد حسين فضل الله في خطبة الجمعة، الى ان لبنان «أطل على مرحلة خطيرة من الفوضى الأمنية وفوضى الخطاب السياسي، وبات في مقدور أي فرد أو أي مجموعة استهداف الأمن الاجتماعي للناس والإساءة إلى المواقع الدينية والسياسية، والتعرض للمواقع الإعلامية، ما يستدعي استنفاراً أمنياً جاداً من القوى الأمنية لحفظ أمن الناس، ووجب بذل كل الجهود لإيقاف الخطاب السياسي والديني المتشنج، الذي يعمل على إثارة الغرائز الطائفية والمذهبية ويؤجج التوتر السياسي». ولفت الى ان اللبنانيين «استبشروا بالخطة الأمنية التي انطلقت، لكن سرعان ما اكتشفوا أن الأمن في لبنان سيبقى أمناً بالتراضي، كما القضاء بالتراضي». وقال: «الغطاء السياسي لم يعط بالحد الكافي ليتحرك الأمن بكل حرية، إن قدر اللبنانيين أن ينتظروا الأمن والكهرباء والماء والصحة، ريثما تحسم الدولة أمرها، وأن تكون دولة لكل اللبنانيين، دولة تفكر بشعبها، لا بمصالح خاصة أو انتخابية تترقبها». وفي المجال السياسي، عقد نواب بيروت محمد قباني، نبيل دو فريج، عمار حوري، تمام سلام، نديم الجميل وسيبوه كلبكيان اجتماعاً في المجلس النيابي اكدوا في ختامه ان «الامن بالنسبة الى كل الشعب اللبناني خط احمر، وما حصل في الايام الاخيرة تجاوز الخط الاحمر وغير مقبول: لا قطع الطرقات مقبول ولا اشعال الاطارات مقبول»، ونبه قباني في تصريح الى ان هذا الامر «يهدد استقرار الناس وسمعة البلد سواء كان على طريق مطار بيروت ام في أي مكان آخر».