عام طويل مرَّ علينا بأفراحه وأتراحه.. منَّا من تقدم ونجح وأحسن عملاً ومنَّا من وقف مكانه ومنَّا من تراجع إلى الخلف تهاوت حياته كما تتهاوى أوراق شجر الخريف وفقد الكثير الذي ربما لن يعوض وربما يصحح الأوضاع ويفيق من غفلته قبل فوات الأوان ليبدأ من جديد. من منَّا لم يفقد محبيه وأحباءه؟! من منَّا من لم تصبْه دائرة الفقد أو الحزن أو الفقر أو المرض؟! من منَّا لم يصدم في صديق أو أخ؟ّ من منَّا لم يُستغَل من الآخرين لحسن نيته ونقاء سريرته؟! من منَّا طالب بمعايير ثابتة تضعنا على الطريق الصحيح ليكون عطاؤه مستنداً إلى أمور ثابتة وخطة واضحة وخطط بديلة؟! من منَّا من يعجبه كل ما يراه أمامه؟! وكم شخصاً منَّا يريد أن يبقى الوضع كما هو عليه في كل شيء حتى يظل الخلاف وحتى نظل في دائرة مفرغة نبدأ كي نعود ونعود كي نبدأ؟! من منَّا من لُدِغ من الجحر مرتين أو ثلاث أو أكثر؟! من منَّا تغير ليتعلم؟! ومن منَّا ظل كما هو باقٍ على مبادئه وأخلاقياته ومثله العليا المستندة إلى تعاليم الإسلام وعلى سلوكيات الإسلام وعلى تعامل الإسلام؟! فقدنا في القريب سلطان الخير الأمير الذي أحببناه كثيراً كثيراً بعد وفاته رغم أنه من الأولى أن نحب الآخرين بالقدر نفسه وهم أحياء بيننا يرزقون نسعدهم بحبنا لهم ونسعد بحبهم لنا ونستنشق عبير المودة الرائع والحب غير المشروط. أيام مباركة تهل علينا. أيام يجتمع فيها ضيوف الرحمن الذين اجتمعوا من كل بقاع الأرض ليكونوا في مكان واحد وتحت سماء واحدة يرددون الجملة نفسها وبالطريقة ذاتها حتى لو اختلفت لغاتهم ولكناتهم وألسنتهم. كل عام ووطنا الغالي بخير، كل عام ونحن نعشق ترابه ونعمل بصدق لتطوره ونهضته الحقيقية المبنية على العنصر البشري الكفؤ المخلص النشيط والجدير بالثقة. كل عام وملكنا المحبوب بألف خير، كل عام ونحن نتمتع بحنان أبوته الواضحة. كل عام وولي عهده الجديد الذي بدأ عهده بكلمة تكال بالذهب والذي أكد احترام حرية المواطنين وكرامتهم، كل عام ومن رحلوا عنَّا مذكورون في إعلامنا وفي صحفنا وفي مجالسنا نكمل مسيرة بدأوها، كل عام ونحن نصل أحباءهم، وكل عام ونحن نذكرهم دائماً كأنهم يعيشون معنا، كل عام وواحتي «الحياة» في تقدم وازدهار، كل عام والجميع بألف خير. [email protected] twitter | @s_almashhady