غادرنا شهر الرحمة والغفران والليالي المباركات التي مرت كالضيف الخفيف، شهر أدخل الرحمة والبهجة في قلوبنا وأرواحنا، ثم غادرنا سريعاً على أمل أن يعود إلينا بعد عام، ونحن بانتظاره أيضاً بكل الشوق والترحاب. على رغم الأحداث المؤسفة لإخواننا الأعزاء في سورية وفي بورما وفي غيرهما في بقاع الأرض، والتي نأمل من الله العلي القدير أن تكون خاتمة الأحزان والمآسي التي يرفض العقل أن يصدق أنها تحدث في نهار رمضان ولياليه المباركات. كل عام وعيدكم مبارك وسعيد، كل عام ونحن إخوة نتجاوز عن المشكلات الصغيرة ونترفع عنها، لنحافظ على الكيان الواحد المتماسك القوي. كل عام وكل مسلم على وجه هذه الخليقة بخير أياً كان توجهه وأفكاره ومذهبه، الحرية ككل لا تعني التعدي على حقوق الغير ولا اختياراتهم ولا معتقداتهم، ولا محاولات النيل من رموزهم الدينية والثقافية والاجتماعية الحرية، تعني أن أمارس عقيدتي بصورة طبيعية من دون أن أسبب أذى للآخرين. كل عام ونحن والأمة الإسلامية والعربية تنعم بالسلام والمحبة، كما نتمنى ونحلم ونأمل من دون أن نخسر الكثير من الأرواح ومن دون أن تراق نقطه دم واحدة بلا طائل. كل عام ونحن ندعو الله القادر على إعطاء كل إنسان سؤاله، والقادر على أن يحقق له أمنياته وأحلامه، وأن يهبه ما يحلم ويتمنى، من يريد الصحة فهو قادر على أن يهبها له، ومن يريد المال فهو الرزاق الواسع الكريم، ومن يريد النجاح وسّع له أبوابه ونوافذه، ليصل إلى كل ما يريد. كل عام ونحن وعلى رأسنا مليكنا المحبوب الحكيم يجمع كلمة المسلمين والعرب تحت راية واحدة، كل عام ونحن نبادر ونعمل ونجتهد ونعلن ونقرر وننفذ ما فيه مصلحة مجتمعاتنا العربية والإسلامية. كل عام ونحن إخوة معتصمون ومتمسكون بأخوتنا وبإنسانيتنا، كل عام ونحن نشعر بالآخرين ونعذرهم ونحاول مد يد المساعدة لهم بكل الطرق التي نستطيع بها مساعدتهم، وأبسطها وأعظمها الدعاء. كل عام وبلادنا الأم الرؤوم والأخت الكبرى تجمعنا ولا تفرّقنا تظلل علينا وعلى البلاد العربية والإسلامية كشجرة وارفة تهب الدفء لكل من يعيش على أراضيها وتهب الأمان لغيرها أيضاً كل عام ونحن والأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع بألف خير... عيدكم سعيد ومبارك. [email protected] s_almashhady@