كل عام وأنت بألف خير يا وطني، كل عام ونحن نحتفل بك في يومنا الوطني كل عام، والوالد المحبوب يشرق علينا كالشمس، كوالد ينصت باهتمام لمعاناة أبنائه وبناته، والد يحرص على راحة أبنائه ويبذل الغالي في سبيل إسعادهم. كل عام والمرأة على يديك منصورة وراضية ولديها قناعة أقرب إلى اليقين، إنها مواطنه تتقاسم مع أخيها المواطن، الحقوق نفسها وعليها الواجبات نفسها. كل عام ونحن نتطور ونرفع اسم وطننا عالياً في كل المحافل العلمية والدولية والثقافية، كل عام ونحن نكتب، وننتقد ونشير بكل أريحيه إلى بعض المصاعب في جو من الشفافية الرائعة، التي تكشف اللثام عن بعض الصعاب لنعمل سوياً حكومة وشعباً على تلافيها، ومعالجتها بوضع خطط بديلة وإجراءات واضحة تدخل على أنفسنا وأرواحنا الرضا والسرور والراحة. كل عام ونحن نبذر معاً وسوياً ويداً بيد بذور المحبة وبذور الخير لتكون بلادنا منارة الإسلام ومنبع العلوم وملتقى الحضارات. كل عام ونحن نعمل بجد ليأخذ كل موطن ما يحتاج في حياته اليومية من أمن وسلام ونظام. كل عام ونحن نتجاوز ما نحتاجه لنفكر فيما نتمنى تحقيقه على أرض الواقع على الصعيد الشخصي والأسري والمجتمعي. كل عام ونحن نرسل طلابنا وطالباتنا للدول المتقدمة علمياً ليعودوا إلينا وفي أيديهم مشاعل العلم والمعرفة لينشروا أنوارها في أنحاء بلادنا الحبيبة. كل عام ونحن نحتفل بنجاحاتهم ونشير إليها، وننشرها في كل الصحف والمجلات ولا نكتفي بهذا، كل عام ونحن نستقبل هؤلاء المميزين ونوفر لهم وظائف يخدمون بها بلادهم، من دون أن يحجمهم مسؤول يخشى من وجودهم ومن علمهم ومن شهاداتهم على منصبه. كل عام ونحن نحتفل بيومنا الوطني دون أن نعيق حركة السيارات ومن دون أن نقوم بحركات وسلوكيات غير لائقة ودون أن نعطل مريض أو امرأة على وشك الوضع. كل عام ونحن نزدان باللون الأخضر ونحافظ على حدائقنا ونظافة شوارعنا. كل عام ونحن نفتح كتبنا الدراسية فنجد بها تعزيزاً للحديث الشريف (عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة». كل عام ونحن نزرع في أفئدة أبنائنا عقيدتنا السمحة التي جاء بها خاتم الرسل بأسلوب محبب دون الشك في نية الغير ودون اعتناق نظريات المؤامرة. كل عام ونحن نعطي كل ذي صاحب حق حقه تحقيقاً للحديث الشريف (أعط الأجير حقه قبل أن يجف عرقه). كل عام ونحن ندرس أحقية المرأة في قيادة السيارة ونضع خطط وقوانين وعقوبات رادعه لمن يتجاوز في سلوكياته رجلاً كان أو امرأة. كل عام ونحن ننام نحتضن أحلامنا التي تحقق بعضها وننتظر أن تأتي الأيام بما تبقى كل عام، ونحن نحبك أكثر يا وطني كل عام وأنت بألف ألف خير. [email protected] twitter |@s_almashhady