يوم سعيد يا وطننا الغالي، يوم مميز يمرّ علينا كل عام، يزيدنا سعادة، ويملأنا بالأحلام والترقب والأمل. نعم سعداء بك وفي أحضانك الدافئة، نعم نشهد بأنك تقفز بخطوات واثقة، لتحقيق إنجازات عظيمة في كل المجالات. نعم ننتقد بعض السلوكيات وبعض المواقف، ولكننا نغضب حباً بك ومن أجلك، فنحن نريد أن يرتبط اسمك يا وطننا بالسمو والرقي والحضارة والإنسانية، ونسعد أكثر عندما تتاح لنا الفرصة لأن نفضفض، ونكتب كل ما يجول في خواطرنا وعقولنا، ونعلم أن كلماتنا لا تغضب مسؤولينا الأفاضل، بل تسعدهم، وربما يستفيدون منها، فنحن نعيش على أرض الواقع ونختلط بالكل، ونرى أحياناً الخلل بوضوح، وقد نقترح من خلال أعمالنا ومهنتنا بعض الحلول. عصر ذهبي نعيش فيه، نتنفس فيه حرية، تتيح لنا حرية التعبير وإبداء الرأي والنقد، فنحن عندما نعشق أحداً ما، نريده أن يكون أحسن وأفضل وأكبر وأرقى، فكيف بوطن لا نشعر بالأمان إلا في أحضانه وفوق أراضيه؟ نعم سعداء ونريد أن نحتفل برقي وبحضارة، لا نريد من أبنائنا الأعزاء إغلاق الشوارع ولا الرقص فيها، فقد يؤدي ذلك إلى تعطيل نقل مريض على وشك الوفاة أو إسعاف حالات ولادة طارئة، فالمسؤولية الاجتماعية يجب أن تجعلنا حريصين على غيرنا، نرعى مصالحهم ونهتم بهم، حتى لو لم نكن نعرفهم، يجب ألا يدعنا الفرح ولا مشاعرنا الوطنية نسهم في خلق جو من الفوضى، فوطننا يستحق أن يفرح برقي من دون أن نؤذيه ومن دون أن نخرب شوارعنا التي هي ملك لنا جميعاً. فلنفرح ولنسعد ولنحتفل بهذا اليوم، بشرط أن نترك بصمة جميلة وذكرى أجمل، ويجب أن نعود لأعمالنا فور انتهاء يوم العطلة الرسمي من دون أعذار، فوطننا يحتاج لسواعدنا وخدماتنا وعلمنا وثقافتنا، وحتى لانتقادنا المنطقي والحيادي. كل عام ووالدنا عبدالله بن عبدالعزيز بألف خير، فهو الوالد الحاني الذي يهتم بأبنائه وبناته، ويسعى لإسعادهم وتحقيق أمانيهم. كل عام ونحن جميعاً بخير، مواطنين ومواطنات ومقيمين ومقيمات. كل عام وكل ضيف على أرضنا الطاهرة بألف خير. يومك سعيد يا وطني سنعلّق أعلامنا الخضراء في كل مكان، لنفخر بوطن غال يرفع أغلى جملة خلقت على وجه الأرض: «لا إله إلا الله محمد رسول الله». [email protected] s_almashhady@