حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي من مخاطر استمرار أعمال العنف في سورية وعدم إحراز التقدم المنشود في تنفيذ بنود خطة الحل العربية في سورية، مؤكدا أن فشل الخطة ستكون له «نتائج كارثية» على الوضع في سورية والمنطقة. واستقبل العربي أمس في مقر الجامعة في القاهرة وفداً من «المجلس الوطني السوري» المعارض ضم رئيس المجلس الدكتور برهان غليون والناطقة باسمه الدكتورة بسمة قضماني، بحث في «مستجدات الوضع والموقف الراهن من تنفيذ خطة الحل العربية». وأعرب الأمين العام للجامعة عن «بالغ أسفه وقلقه الشديد إزاء استمرار أعمال العنف في أنحاء مختلفة من سورية»، داعيا إلى «الوقف الفوري لنزيف الدم الجاري في سورية». وناشد الحكومة «اتخاذ الإجراءات الفورية طبقاً لما التزمت به لتنفيذ بنود خطة العمل العربية»، مشدداً على «توفير الحماية للمدنيين حتى يطمئن الجميع ويشعروا بأن هناك مناخاً أمنياً للحوار والانتقال الى مرحلة من العمل السياسي السلمي تتيح تنفيذ برنامج الإصلاحات المطلوبة». وحذر مختلف الأطراف المعنية بالشأن السوري من «مخاطر عدم الاستجابة لبنود المبادرة العربية»، مطالباً ب «تضافر الجهود من أجل إنجاحها ووضعها موضع التنفيذ الفوري». وأكد أن «الجامعة تعمل على تجنب فشل الحل العربي، حفاظاً على أمن سورية واستقرارها وتجنباً للفتنة وللتدخلات الخارجية». وكان العربي أجري مشاورات واتصالات مع أعضاء اللجنة الوزارية العربية في شأن مستجدات الوضع في سورية وما آلت إليه الجهود المبذولة لتنفيذ بنود خطة العمل العربية التي وافقت عليها دمشق واعتمدها مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية الأربعاء الماضي. وأشار بيان للجامعة إلى أن «الإمانة العامة تتابع الموقف في سورية وتتلقى التقارير من مختلف الجهات المعنية في هذا الشأن». وأوضح أن «الأمانة العامة تلقت خلال اليومين الماضيين تقارير من المندوبية الدائمة لسورية لدى الجامعة تفيد بقيام مجموعات مسلحة بارتكاب أعمال عنف وتخريب في محافظات حماة وادلب ودرعا وحمص والرقة». وأكدت مصادر في «المجلس الوطني» أنها تزود الجامعة بتقارير يومية مفصلة عما يجري على الأرض من عنف وقتل وإراقة دماء «رداً على تقارير النظام المغلوطة». وقالت قضماني ل «الحياة» إن «وفد المجلس الوطني السوري التقي رسمياً الخميس الماضي مع العربي بينما كان لقاء (أمس) تشاروياً». وأضافت: «بناء على عدم التزام النظام منذ الأربعاء الماضي بما وعد به وزراء الخارجية العرب في خطة العمل، تشاورنا مع الأمين العام وأبدينا مخاوفنا وأكدنا أن هناك أعمالاً خطيرة تجري على الأرض وحذرنا من تسويق النظام لفكرة وجود طرفين متعادلين في الصراع». وأوضحت أن «وفد المجلس نبه الجامعة إلى ضرورة أن يكون مبعوثوها المحتملين إلى النظام للاطلاع على مدى تنفيذه خطة العمل، واعين إلى الألاعيب التي يقوم بها النظام». وأكدت أنه «لم يتم تناول المرحلة المقبلة، فالنظام السوري لا يلتزم المبادرة أصلاً، والتي تنص على إحزار التقدم الملموس في بنود عدة على رأسها وقف أعمال العنف والإفراج عن المعتقلين وإخلاء المدن من المظاهر المسلحة وفتح المجال أمام المنظمات ووسائل الإعلام العربية والاجنبية، ثم البحث في التفاوض من أجل انتقال سلمي للسلطة».