( الأولى ) : بدأ وزراء الخارجية العرب بعد ظهر اليوم اجتماعهم المخصص لبحث السبل الكفيلة بممارسة مزيد من الضغوط على النظام السوري لوقف العنف على ضوء عدم التزامه بالخطة العربية لانهاء الازمة التي وافق عليها قبل عشرة أيام. وبدأ الاجتماع بجلسة مغلقة غاب عنها وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي لم يحضر كذلك الاجتماع الوزاري السابق في الثاني من نوفمبر الجاري. ويمثل سوريا في الاجتماع سفيرها لدى الجامعة العربية يوسف احمد. ويناقش الاجتماع الخطوات الواجب اتخاذها للتعامل مع تطورات الاوضاع في سوريا على ضوء التقرير الذى اعدتة اللجنة الوزارية العربية المعنية بالازمة السورية فى اجتماع مغلق عقدته مساء الجمعة في القاهرة واستمر حتى ساعه مبكرة من فجر السبت. وعشية الاجتماع، اعلن ممثل سوريا لدى الجامعة العربية انه سلم صباح الجمعة مذكرة الى الامانة العامة للجامعة العربية تتضمن "ترحيب سوريا وتعاونها التام مع زيارة بعثة من جامعة الدول العربية إلى سوريا". وجاء في هذه المذكرة حسب ما نقلت وكالة الانباء السورية (سانا) "سوريا ملتزمة بخطة العمل العربية التي أقرها مجلس الجامعة بتاريخ الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر وهي جادة في تنفيذ بنود الخطة وقد قامت فعلا بتنفيذ معظمها معتبرا أن زيارة بعثة جامعة الدول العربية إلى سوريا ستسهم في الوقوف على حقيقة التزام سوريا بالخطة وفي الكشف عن دوافع وأجندات بعض الأطراف الداخلية والخارجية التي تسعى إلى إفشال خطة العمل العربية". وكانت السلطات السورية وافقت في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي على خطة الجامعة التي تقضي بوقف اعمال العنف واطلاق سراح المعتقلين وسحب الجيش من المدن وضمان حرية الحركة لوسائل الاعلام العربية والدولية. ومن المقرر ان يعرض رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بصفته رئيسا للدورة الحالية للمجلس الوزاري للجامعة ورئيسا للجنة المعنية بالازمة السورية تقريرا على الوزراء يتضمن جهود اللجنة الوزارية العربية لمتابعة تنفيذ خطة الحل العربية التى وافقت عليها الحكومة السورية فى الثانى من الشهر الجارى. كما يعرض الامين العام للجامعة العربية نبيل العربى على الوزراء تقريرا حول نتائج اتصالاته ومشاوراته مع الحكومة السورية ومع المعارضة التي التقى وفدين منها خلال الايام الاخيرة. والتقت اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا الجمعة للمرة الاولى وفدا من المجلس الوطنى السورى المعارض برئاسة بسمة قضمانى فى خطوة تشير الى احتمال التعامل معه مستقبلا. وقالت بسمة قضماني الناطقة باسم المجلس الوطني وعضو مكتبه التنفيذي للصحفيين ان الوفد "طلب من اللجنة العربية الوزارية تجميد عضوية دمشق في الجامعة العربية وفرض عقوبات وتوفير حماية دولية" للشعب السوري. واضافت قضماني ان الخطة العربية الرامية الى وقف العنف وايجاد حل سياسي للازمة السورية "وصلت إلى طريق مسدود"، وطالبت الوزراء العرب ب"عدم إعطاء النظام مهلة جديدة وبحث آليات حماية المدنيين بالوسائل المتوفرة عربيا ودوليا من خلال مراقبين عرب ودوليين". وقالت ان "اللجنة الوزارية متعاطفة إلى حد كبير مع السوريين وهناك في الجامعة دول متعاطفة أكثر من غيرها، غير ان هناك تخوفا على سوريا ويجب أن يعلم الجميع ان النظام هة المسؤول عن الخطر الذي يحدق بسوريا". وردا على سؤال حول ما اذا كان هناك اتجاه لتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، اجابت "لا أعلم إن كان هناك توافق على تجميد العضوية أم لا ، ولكن هناك دول ترى ضرورة تجميد العضوية ، في حين أن البعض يرى أن هناك مساوئ لهذا الخيار لأنه يعني قطع العلاقة مع النظام ولكننا نرى أن هذا أمر ضروري لأنه يشعره أنه معزول ويجب أن يسمح بتداول السلطة". من جهته صرح مساعد نائب الامين العام للجامعة للشؤون السياسية خالد الهباس للصحفيين ان هذا الاجتماع يأتي بعد تردى الأوضاع وعدم تنفيذ اكثير من الامور التي تم الاتفاق عليها لوقف العنف على الساحة السورية وفق خطة الحل العربية التى وافقت عليها الحكومة السورية". وسئل عن الهدف من لقاء الوزراء فقال ان هذا "الاجتماع هو امتداد للمحاولات السابقة لايجاد حل للازمة السورية بما يحقق المطالب الشعبية وبما يحفظ وحدة واستقرار سوريا وبالتالى الدول العربية غلبت الحل السياسى ، ونأمل ان يكون هناك تجاوب ايجابى من الحكومة السورية كى يتم تفويت الفرصة على اى تدخل خارجى". واكد المرصد السوري لحقوق الانسان السبت لفرانس برس ان عدد القتلى المدنيين في سوريا ارتفع الى 26 هم 25 مدنيا وعسكري واحد. في حين قتل شخص السبت في منطقة ادلب بالرصاص خلال اشتباك بين قوات نظامية ومسلحين يعتقد انهم منشقون. وتتركز اعمال العنف في حمص وادلب وفي درعا وريف دمشق. وشهدت سوريا الجمعة تظاهرات احتجاجية حاشدة في ما اطلق عليه الناشطون اسم "جمعة تجميد عضوية" سوريا في الجامعة العربية. واسفر قمع النظام السوري للتظاهرات في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات منتصف اذار/مارس الماضي، عن سقوط 3500 قتيل، وفقا لاخر حصيلة نشرتها الاممالمتحدة في 8 تشرين الثاني/نوفمبر.