«بسبب دم أخي الشهيد أنا هنا الآن في الأراضي المقدسة»، نطق بهذه الكلمات ل «الحياة» الحاج الليبي علاء مصطفى الشركسي أحد أخوة الشهداء الذين قدموا دماءهم في سبيل وضع نهاية للظلم الذي استمر في بلاده 42 عاماً. والحزن على فراق شقيقه مختلطاً على وجهه بسعادة التواجد على الأراضي الطاهرة، قال: «الحمد لله تم استيعابي في بعثة الحج المجانية التي وفرها المجلس الانتقالي لذوي الشهداء الذين قضوا في الثورة على نظام المستبد القتيل «في إشارة إلى القذافي»، فبسبب استشهاد شقيقي ها أنا الآن أحقق أملاً كنت أحسبه حلماً بعيد المنال، إذ كان النظام السابق يضع أمامنا عوائق وعراقيل كثيرة لا مبرر لها تحول من دون أداء فريضة العمر وأحد أركان الإسلام الخمسة، منها إلزامه الحاج بدفع مبلغ لا يستطيع الإيفاء به ميسور الحال ناهيك عن الطبقة العادية من الناس يتجاوز الستة آلاف دولار في الوقت الذي لم يصل متوسط الرواتب ال200 دينار، فضلاً عن اشتراطه تجاوز عمر المتقدم للحج 40 عاماً». وتابع: «إننا الآن نحمد الله ثم المجلس الانتقالي الذي منحنا الحج بسبب دماء أقاربنا الشهداء، وإن شاء الله يكون الليبيون يداً واحدة وتكون بلادنا منارة للعالم». وعلى شاكلة الشركسي، أفادت مواطنته مريم القاسم التي استشهد اثنان من أبنائها بأن قدومها هذا العام للحج هي المرة الأولى التي تشهد فيها المناسك، ولم تقوى على وصف شعورها بعد أن حطت قدماها على أرض الطهر والنقاء (الأراضي المقدسة)، لكن ذلك لم ينسها العهد الذي جثم على صدرها «حسب قولها» عقوداً من الزمن، وبدأت تتحدث ل «الحياة» بنبرة المغبون على غابر أيامه: «الحمد لله الذي كفانا شر الطاغية (القذافي) الذي سجن ستة من أولادي واضطهدنا بعد إطلاقهم 20 عاماً كان يداهمنا خلالها في كل عام مرة أو مرتين، فالحمدلله الذي خلصنا منه»، وأردفت: «كغيري، لم أكن أتخيل أو أفكر في عهد الرئيس المقتول بالحج، إذ كان من يفكر في ذلك يسجن، ولكني الآن أنا هنا، فهذا نصر من الله عظيم، كأننا ولدنا من جديد». من جهته، أكد عضو بعثة الحج الليبية مصطفى الترهوني أن عدد الحجاج القادمين من بلاده بلغ سبعة آلاف حاج، تمت الموافقة لهم في غضون أيام قليلة قبل انتهاء المهلة المحددة من الجهات المختصة بشؤون الحج في البلدين، لكن بفضل السفارة السعودية في طرابلس تم تمديد المهلة إلى السابع من شهر ذي الحجة والسماح بالموافقة حتى ذلك الموعد كي يتمكن الحجاج من الدخول إلى المشاعر المقدسة و أداء فريضة الحج لهذا العام نظراً لما مرت به ليبيا أخيراً من أحداث. وأفاد الترهوني بأن الحجاج الليبيين تم استقبالهم في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة في مبنى الحجاج، وجرى نقلهم إلى المشاعر المقدسة، وهم الآن في مكةالمكرمة استعداداً لبدء النسك.