القدس المحتلة، طهران، واشنطن – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب – شهدت إسرائيل نقاشاً صاخباً أمس، في شأن احتمال ضرب المنشآت الذرية الإيرانية، تزامن ذلك مع تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي قادر على حمل رأس نووي، ويطاول مداه إيران التي حذرت الولاياتالمتحدة واسرائيل من «خسائر جسيمة»، إذا تعرّضت لأي هجوم. في غضون ذلك، أعلن مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أن لدى بلاده «مئة وثيقة دامغة تفضح دور أميركا في توجيه الاغتيالات والإرهابيين في إيران والمنطقة»، وقال: «سنفضح أميركا والمتشدقين بحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب، من خلال نشر هذه الوثائق». وتطرّق الى اتهام واشنطنطهران بمحاولة اغتيال السفير السعودي لدى الولاياتالمتحدة عادل الجبير، معتبراً أنه «سيناريو مهزلة لتنفيذ عمل إرهابي، ولا يحظى بأي أهمية، ويرفضه أي شخص عاقل ويعتبره مثيراً للسخرية، كما يستهدف التغطية على حركة وول ستريت والضغط على إيران». أتى كلام المرشد فيما أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها اختبرت بنجاح «نظام دفع صاروخي، في تجربة كانت مقررة منذ وقت طويل، ونُفذت في موعدها المحدد». واعتبر وزير الدفاع إيهود باراك الاختبار «إنجازاً تقنياً مؤثراً وخطوة مهمة في تطوّر إسرائيل في مجال الصواريخ والفضاء». لكن صحيفة «هآرتس» نقلت عن وزارة الدفاع تأكيدها أن الاختبار الصاروخي لا علاقة له بتقرير نشرته الصحيفة أمس، أفاد بأن باراك ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يسعيان إلى إقناع الحكومة بالموافقة على ضرب المنشآت النووية الإيرانية. وأشارت الصحيفة الى أن غالبية الوزراء، إضافة إلى قادة الاستخبارات والجيش وأجهزة الأمن، يعارضون الخطة، ويؤيدون مواصلة حشد الغرب لفرض ضغوط اقتصادية على إيران، معتبرين أن إسرائيل لا يمكنها التحرك عسكرياً بمفردها، من دون تنسيق مع الولاياتالمتحدة. ونقلت «هآرتس» عن وزراء ومسؤولين بارزين أن التقرير الذي ستنشره الأسبوع المقبل «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» عن البرنامج النووي الإيراني، سيكون ذا «تأثير حاسم» لدى الحكومة الإسرائيلية، إذ قد يتضمن معلومات جديدة تثبت طابعه العسكري. وسُئل ناطق باسم نتانياهو عن التقرير، فذكّر بأن الأخير تحدث عن طهران الاثنين الماضي، معتبراً أن «إيران النووية ستشكّل تهديداً خطراً للشرق الأوسط والعالم، وبالطبع تهديداً مباشراً وثقيلاً بالنسبة إلينا». لكن وزراء نددوا بالتسريبات الإعلامية التي شغلت اسرائيل في الأيام الأخيرة، خصوصاً بعدما نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الأسبوع الماضي، أن نتانياهو وباراك قررا شنّ هجوم على إيران، على رغم معارضة قادة الجيش والاستخبارات. واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن «99 في المئة من التقارير المنشورة، لا تمت الى الحقيقة بصلة، وسبّبت ضرراً هائلاً»، واصفاً تسريب مداولات رسمية في هذا الشأن، بأنه «جنون». لكنه حضّ المجتمع الدولي على فرض عقوبات إضافية على إيران، بما في ذلك مصرفها المركزي وقطاع النفط. أما الوزير من دون حقيبة بيني بيغن فتحدث عن «حملة جنون غير مسؤولة، قد تؤدي الى محاولة جادة لتخريب قدرة الحكومة على اتخاذ القرارات»، فيما وصف وزير الشؤون النووية والاستخباراتية دان مريدور التقارير في هذا الشأن، بأنها «مبالغة». لكن الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي في إسرائيل، رأى أن هذا النقاش طبيعي، بما أن نتانياهو يعتبر الملف النووي الإيراني الأكثر أهمية بالنسبة الى إسرائيل. في طهران، قال رئيس الأركان الإيراني الجنرال حسن فيروزآبادي: «نعتبر أي تهديد، حتى إذا كان احتماله ضعيفاً أو بعيداً، تهديداً أكيداً». وأضاف: «نحن في حال تأهب قصوى. الولاياتالمتحدة وإسرائيل ستتكبدان خسائر جسيمة، إذا شنّ الكيان الصهيوني هجوماً على إيران. وبوجود المعدات المناسبة، نحن مستعدون لمعاقبتهم وجعلهم يندمون على ارتكاب أي غلطة».