دمشق، نيقوسيا، عمان - «الحياة»، ا ف ب ، أ ب، رويترز - قال نشطاء سوريون إن مجزرتين هزتا حمص خلال أقل من 24 ساعة أدّتا إلى مقتل ما لا يقل عن 20 مدنياً وإثارة المخاوف من تصعيد طائفي في المدينة التي تتعرض لقصف عنيف من قبل قوات الجيش ومداهمات واعتقالات متواصلة. وقال ناشطون إن روايات عدة تم تداولها حول ما حدث، موضحين ان شهود ونشطاء قالوا إن مسلحين قتلوا أحد عشر عاملاً امس، أغلبهم من السنة، في مصنع بمدينة كفرلاها في منطقة الحولة بريف حمص، وذلك إثر أنباء من ناشط في حمص وعلى صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، عن أن مسلحين خطفوا تسعة من العلويين من حافلة وقتلوهم قرب حمص. من ناحيتها، قالت صحيفة «الوطن» القريبة من السلطة، إن «ارهابيين» قتلوا أحد عشر مدنياً في حمص. وأظهر تسجيل فيديو على موقع «يوتيوب» وزّعه نشطاء معارضون، عدةَ جثث مكممة الأفواه، في ما يبدو، ومربوطة الأيدي وراء الظهر قرب قرية كفرلاها في منطقة الحولة أحد معاقل الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية في حمص. في موازاة ذلك، قتل خمسة مدنيين خلال عمليات الجيش في حمص، فيما خرجت تظاهرات مؤيدة للنظام في الرقة. وعن التطورات في حمص، قال نشطاء إن مسلحين قتلوا احد عشر عاملاً امس في مصنع بمدينة كفرلاها في منطقة الحولة بريف حمص، مشيراً إلى ان «مسلحين أتوا من قرى مجاورة دخلوا المصنع وأطلقوا النار على العمال». وقال الناشط السوري ماجد أمير لوكالة «اسوشيتد برس»، إن الضحايا كانوا مقيدي الأيدي والأفواه، مشيراً أيضاً الى ان بعضهم كان مصاب بطلق ناري في الرأس. من ناحيته، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان، مقتل أحد عشر عاملاً امس في مصنع كفرلاها في منطقة الحولة، مشيراً إلى ان «مسلحين أطلقوا النار على العمال». ولم يقدم المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقراً، تفاصيل اضافية على الفور عن هذه المجزرة. وتلقي السلطات السورية باللوم على مسلحين تقول إنهم يتلقون تمويلاً من الخارج وإنهم قتلوا 1100 من أفراد قوات الأمن. ولا يوجد تأكيد مستقل لسقوط هؤلاء القتلى، لكن يأتي مقتلهم بعد أنباء من ناشط في حمص، عن أن مسلحين خطفوا تسعة من العلويين من حافلة وقتلوهم قرب حمص ليلة اول من أمس. واذا تأكدت تلك الواقعة، فستكون من بين أسوأ حوادث العنف منذ اندلاع الانتفاضة في آذار (مارس) الماضي. وقال عمر إدلبي، وهو ناشط بارز يقيم في بيروت، إن ملابسات حادث الحافلة «غير واضحة»، لكن إطلاق النار وقع قرب حاجز رئيسي للجيش، وإن بين القتلى التسعة سنياً واحداً على الأقل واثنين من المسيحيين. فيما قال الناشط محمد صالح لوكالة «اسوشيتد برس»، إن مسلحين مجهولين هاجموا العمال وهم عائدين إلى منازلهم. بينما أوضح أحمد فؤاد، وهو ناشط في حمص، التي تقع على بعد 140 كيلومتراً إلى الشمال من دمشق في مكالمة هاتفية مع «رويترز»: «كانوا عمالاً في مصنع صغير للطوب. لا نعرف بالتحديد وقت مقتلهم، لكن ذلك كان صباح اليوم (أمس) في ما يبدو». من جهة اخرى، قالت صحيفة «الوطن» القريبة من السلطة، إن «ارهابيين» قتلوا أحد عشر مدنياً في حمص. وأوضحت ان «ارهابيين مسلحين» هاجموا حافلة على طريق حمص جب عباس، موضحة انهم «أنزلوا المسافرين وقتلوا أحد عشر منهم واستثنوا ثلاث نساء والسائق». ولم تذكر الصحيفة تفاصيل عن المهاجمين. وحركة الاحتجاجات في سورية سلمية في أغلبها، إلا انها شهدت في الأسابيع الأخيرة منحى جديداً تمثَّلَ بالهجمات المسلحة الدامية. ومنعت سورية أغلب وسائل الإعلام الأجنبية من العمل في البلاد، مما يجعل من الصعب التحقق من أقوال النشطاء والمسؤولين. وفي احياء اخرى من حمص، قامت قوات امنية كبيرة بعمليات تمشيط ومداهمة حسب المرصد السوري. وقال المرصد إن «خمسة مواطنين استشهدوا باطلاق رصاص في احياء مختلفة من المدينة من قبل قوات الامن وموالين لها» امس. كما توفي «مواطن في حي الشماس متاثراً بجروحه، وعثر على جثمان سيدة مقتولة بحي الشماس قرب موقف للحافلات». وقال معارضون ان قوات الأمن السورية نفذت حملة اعتقالات طاولت العشرات في محافظة درعا، كما جرى اعتقال ستين طالباً في كفرنبل بمحافظة إدلب. في موازة ذلك، أفاد المرصد السوري عن مقتل 15 عنصراً أمنياً في محافظة حماة في عمليتين شنهما منشقون في سورية. وفجرت مجموعة من المنشقين عبوة عند مرور آليات عسكرية ما أدى الى مقتل سبعة جنود. كما هاجمت مجموعة أخرى حافلة وسيارة تنقلان عناصر أمن ومسلحين موالين للنظام ما أدى الى مقتل ثمانية منهم، حسب المرصد. وذكرت لجان التنسيق المحلية في سورية، التي تنظم وتوثِّق الاحتجاجات المناوئة للنظام، أن 11 شخصاً قتلوا اول من امس خلال المواجهات بين منشقين وقوى الامن. ومن بين القتلى أربعة في حمص، وثلاثة في ريف دمشق، وواحد في دير الزور، بالإضافة إلى ثلاثة في إدلب. وفيما استبق المعارضون السوريون اجتماع القاهرة امس بتظاهرات رددوا فيها شعارات طالبت الجامعة العربية والمجتمع الدولي بالتدخل، تجمع مئات الآلاف من السوريين في مدينة الرقة شمال سورية للتعبير عن دعمهم «للإصلاحات ولإدانة التدخلات الخارجية»، وفق لقطات بثها التلفزيون السوري العام. وأسدلت الأعلام الوطنية على المباني، وحمل الناس صوراً للأسد والأعلام الوطنية وهتفوا قائلين: «الله.. سورية.. بشار وبس». كما تجمع عشرات الآلاف في مدينة السلامية، التي يغلب على سكانها أتباع الطائفة الإسماعيلية.