واشنطن- القاهرة- دمشق- عمان- وكالات وافقت سوريا امس على سحب جميع المظاهر المسلحة من المدن والمناطق السكنية والافراج عن السجناء في إطار مبادرة عربية لانهاء أعمال العنف المستمرة منذ سبعة أشهر، الا ان البيت الأبيض كرر امس دعوته للرئيس السوري للتنحي رغم الموافقة على المبادرة السورية الجامعة العربية. وقال رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع الوزاري للجامعة في القاهرة إن الجامعة سعيدة بالتوصل الى هذا الاتفاق وستكون أكثر سعادة عندما ينفذ على الفور. وقرأ الشيخ حمد بيانا يقول إن سوريا وافقت على عدة نقاط تتضمن «الوقف الكامل للعنف والافراج عن المعتقلين واخلاء المدن والأحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة وفتح المجال أمام منظمات الجامعة العربية المعنية ووسائل الاعلام العربية والدولية للاطلاع على حقيقة الأوضاع ورصد ما يدور فيها من أحداث.» وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحفيين «موقفنا ما زال هو أن الرئيس الأسد فقد شرعيته ويجب أن يتنحى... نؤيد كل الجهود الدولية التي تستهدف اقناع النظام بوقف مهاجمة شعبه.» فيما شهدت الاحداث الميدانية مقتل 27 مدنياً في محافظة حمص وريفها امس وذلك في مجزرتين منفصلتين, بينهم 11 عاملاً قتلوا في احد المصانع بريف حمص ووجدت معظم الجثث مقطعة الاوصال. وكان قد وصل إلى القاهرة صباح امس السفير يوسف أحمد سفير سورية لدى مصر ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية قادما من دمشق حاملا الرد السوري على مقترحات الجامعة العربية لإنهاء الأزمة في سورية. وقال أحمد لدى عودته :»سأترأس وفد سورية في اجتماع وزراء الخارجية الطارئ حيث سأعرض عليهم الرد السوري حول المقترحات التي قدمتها اللجنة العربية خلال اجتماعها الأخير في الدوحة». وكانت اللجنة الوزارية العربية المكلفة ببحث الأوضاع في سورية قد سلمت في الدوحة الأحد الماضي وفد سورية برئاسة وليد المعلم وزير الخارجية ورقة مقترحات لإنهاء الاضطرابات التي تعيشها سورية منذ منتصف مارس الماضي. وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ذكرت الثلاثاء أنه تم التوصل إلى اتفاق بين سورية واللجنة الوزارية العربية على الورقة النهائية بشأن الأوضاع في البلاد. من جهته طلب المجلس الوطني السوري الذي يضم عددا من تيارات المعارضة، أمس من الجامعة العربية «تجميد عضوية» سوريا، مؤكدا أن دمشق ردت على عرض وساطتها «بتصعيد القمع».وقال المجلس في بيان إن «تصاعد القمع الوحشي الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبنا الصامد والذي أسفر عن مئات الضحايا خلال بضعة أيام يشكل الرد العملي للنظام على المبادرة العربية». وأكد المجلس أنه «يثمن حرص العرب على حقن دماء السوريين وسعيهم إلى تجنيب البلاد مخاطر التدخلات الأجنبية»، متهما «النظام بأنه رد كعادته على هذه الجهود بتصعيد مسلسل القتل والانتقام والاعتقال والتشريد». ودعا المجلس إلى «الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا للثورة السورية والشعب السوري».وعلى الصعيد الميداني, ارتكبت القوات السورية والشبيحة الموالين للرئيس الأسد مجازر في محافظة حمص وريفها وقتلت 27 مدنيا أمس.وقال ناشطون سوريون أمس إن القوات السورية قتلت بالرصاص تسعة مدنيين على الأقل أوقفتهم عند حاجز على الطريق شمال غربي مدينة حمص. من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 11 عاملاً قتلوا في بلدة كفرلاها بالحولة بريف حمص إثر مهاجمة المعمل الذي يعملون به من قبل مسلحين من قرى موالية للنظام صباح أمس. واوضح المرصد ان «11 عاملا قتلوا في مصنعهم في كفرلاها في منطقة الحولة بحمص»، موضحا ان «مسلحين اتوا من قرى مجاورة دخلوا المصنع واطلقوا النار على العمال». وذكرت قناة فضائية اخبارية ان سكان البلدة وجدوا جثث العمال مقطوعي الرأس. كما ذكر المرصد أن خمسة أشخاص قتلوا بإطلاق رصاص في أحياء مختلفة من المدينة امس من قبل قوات الأمن والموالين لها، كما توفي شخص في حي الشماس متأثرا بجراحه وعثر على جثمان سيدة مقتولة قرب موقف للحافلات في الشماس أيضا.واسفر القمع الذي يمارسه النظام السوري عن مقتل 12 مدنياً الثلاثاء، فيما اعتقل عشرات الاشخاص. وفي اليوم نفسه، قتل ضابط وجندي من الجيش في مكمن في ادلب، كما ذكر ناشطون قالوا إن فارين من الجيش قاموا بنصبه.