أنقرة، واشنطن - «الحياة»، أ ف ب - قال العقيد السوري المنشق رياض الأسعد قائد «الجيش السوري الحر» إن «وحشية» النظام السوري لم تترك لهم خياراً «سوى الانقلاب» على النظام واللجوء إلى المقاومة المسلحة. وأكد الأسعد من مقر إقامته في تركيا في حوار مع صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأميركية أن «الجيش السوري الحر» يقوم بمهاجمة قوات النظام في أماكن عدة وتحمي المدنيين من الاعتداءات. وناشد الأسعد المجتمع الدولي فرض حظر جوي على سورية وإنشاء منطقة عازلة لتوفير الحماية للمدنيين ولعناصر «الجيش السوري الحر». وزاد «لا نملك القدرة على شراء الأسلحة، لكننا بحاجة لحماية المدنيين داخل سورية». وقال الأسعد إن قواته تقوم بعمليات «نوعية» ضد قوات الأمن في مدن سورية عدة، لكنه اعترف بأن المنشقين يفتقرون إلى الدعم العسكري والسلاح الضروري ليصبحوا أقوياء بما فيه الكفاية ليشكلوا تهديداً على الجيش السوري. وأفاد الأسعد، وحوله عدد من الجنود المنشقين عن الجيش النظامي السوري وحراس من الجانب التركي، بأن عدد المنشقين يقدر بعشرة آلاف عنصر، قائلاً إن عناصر قواته «مستقبل الجيش السوري الجديد»، غير أنه رفض إيضاح ما إذا كانت قواته تنفذ عمليات عبر الحدود ضد النظام السوري. وبعد سنوات من العلاقات السورية - التركية المميزة دانت تركيا بحزم قمع المحتجين السلميين خوفاً من انتقال العنف في سورية عبر الحدود إذا ما اتخذ بعداً عرقياً أو طائفياً أكبر. كما استقبلت تركيا آلافاً من اللاجئين السوريين والجنود المنشقين. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أول من أمس إن تركيا لا يمكنها أن تبقى صامتة في وجه محاولات السلطات السورية لقمع الاحتجاجات اليومية. وقال أردوغان في كلمة أمام نواب عن حزب العدالة والتنمية في أنقرة «إن قتل نفس واحدة كقتل الناس جميعاً، لكن للأسف هناك سلطة تقتل مئات اعتبرهم من الشهداء». وأوضح أردوغان أن الأسد يتعامل مع المعارضين بأسلوب ورثه عن والده الرئيس الراحل حافظ الأسد. ويقول نشطاء إن المحتجين المسلحين يشكلون أقلية ضئيلة من معارضي النظام، لكن المراقبين يخشون من تحول النزاع إلى صراع مسلح يؤدي إلى انزلاق سورية نحو حرب أهلية. وكان رئيس الوزراء التركي قال في وقت سابق إنه يعتزم فرض عقوبات على سورية الحليفة السابقة لبلاده في محاولة للضغط على دمشق لوقف القمع الدموي للمحتجين المطالبين بالديموقراطية. وأجرت أنقرة اتصالات مع واشنطن لبحث وسائل تعزيز الضغط على النظام السوري، بما في ذلك زيادة العقوبات. وكان البيت الأبيض أعلن ليلة أول من أمس أنه يرحب بكل مبادرة تنهي أعمال العنف في سورية، وذلك في معرض تعليقه على إعلان دمشق توصلها لاتفاق مع الجامعة العربية على خطتها لحل الأزمة في سورية. غير أن البيت الأبيض دعا مجدداً الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني «لقد اطلعنا على المعلومات» الواردة من دمشق بخصوص توصلها لاتفاق مع الجامعة العربية، مضيفاً «ولكن نحن غير قادرين على التحقق منها في الحال». وأضاف في مؤتمره الصحافي اليومي «نحن نرحب بكل جهد يبذله المجتمع الدولي لإقناع نظام الأسد بوقف أعمال العنف التي يرتكبها بحق شعبه، بحق السوريين». وجدد الناطق الأميركي موقف إدارة الرئيس باراك أوباما الداعي لتنحي الأسد، وقال «نحن ما زلنا نعتقد أن الأسد فقد شرعيته وعليه مغادرة السلطة». ويتعرض الرئيس السوري لضغوط دولية وعربية متزايدة لإنهاء العنف وتطبيق إصلاحات سياسية واسعة تلبي تطلعات المحتجين الذين يتظاهرون بصورة شبه يومية منذ منتصف آذار (مارس).