لم تكن سوق مسقط للأوراق المالية بمنأى عن الأحداث المحلية والدولية خلال الشهور التسعة الأولى من السنة، إذ أظهر تقرير «بيت الاستثمار العالمي» (جلوبل) أنها تأثرت بالاضطرابات السياسية والاقتصادية في العالم، لينهي مؤشر «سوق مسقط 30» هذه الفترة متراجعاً 17.06 في المئة، ويغلق عند مستوى 5,602.29 نقطة. وأشار التقرير إلى تراجع حجم التداول وقيمته في سوق مسقط للأوراق المالية خلال الشهور التسعة الأولى من السنة، إذ بلغت الأسهم المتداولة 1861600 سهم ب799.16 مليون ريال عُماني (2.1 بليون دولار). وكان سهم «بنك مسقط»، أكبر الشركات المدرجة من حيث القيمة السوقية، الأكثر تداولاً ب184.58 مليون سهم، كما تصدر قائمة الأسهم الأكثر نشاطاً على صعيد القيمة المتداولة ب149.53 مليون ريال. وكان البنك المساهم الأكبر في صافي ربح القطاع المصرفي من خلال 87.2 مليون ريال، مقارنة ب72.23 مليون خلال الفترة ذاتها العام الماضي. أداء القطاعات وبيّن التقرير أن أداء الأسهم ذات الثقل الوزني لم يكن جيداً خلال الفترة المذكورة، كما لم يتمكن من دعم مؤشرات السوق، إذ سجّلت قطاعات السوق الثلاثة تراجعاً خلال النصف الأول، وكان قطاع المصارف وشركات الاستثمار أكبر القطاعات المتراجعة، إذ خسر 24.07 في المئة. ويعزى ذلك إلى تسجيل «بنك مسقط» تراجعات حادة بلغت نسبتها 19.79 في المئة، ليغلق عند 0.671 ريال، كما كان سهم «بنك ظفار» من ضمن أبرز المتراجعين بما نسبته 18.78 في المئة ليغلق عند 0.535 ريال. وكان لشركات الاستثمار دور كبير في دفع القطاع إلى المنطقة الحمراء، إذ أنهى سهم شركة «ظفار الدولية للتنمية والاستثمار القابضة» تداولاته متراجعاً 22.26 في المئة إلى 0.419 ريال، في حين أنهى سهم «الشركة العمانية الوطنية للاستثمار القابضة» (أونك) الفترة المذكورة عند 0.184 ريال، فاقداً 45.88 في المئة من قيمته. وبلغت خسائر مؤشر القطاع الصناعي 16.75 في المئة، بعد تراجع الأسهم ذات الثقل الوزني ضمن القطاع، إذ فقد سهم شركة «ريسوت للأسمنت» 18.2 في المئة ليغلق عند 1.002 ريال، كما تراجع سهم شركة «إسمنت عُمان» 28.13 في المئة إلى 0.460 ريال. وبيّن التقرير أن مؤشر قطاع الخدمات والتأمين انخفض 10.09 في المئة، وسجّل سهم «الشركة العُمانية للاتصالات» (عُمانتل)، أكبر شركة مدرجة في قطاع الخدمات من حيث القيمة السوقية، تراجعاً نسبته 10.4 في المئة، لينهي تدالاوته عند 1.146 ريال. وكان سهم «الشركة العمانية - القطرية للاتصالات» (النورس) الأكثر نشاطاً من حيث التداول، من بين الأسهم المتراجعة، إذ انخفض 19.75 في المئة ليغلق عند 0.638 ريال، كما فقد كل من سهم «شركة النهضة للخدمات» و «شركة جلفار للهندسة والمقاولات» 42.26 في المئة و37.50 في المئة على التوالي من قيمتهما، ليغلقا عند 0.642 و0.350 ريال عُماني على التوالي. ولفت التقرير إلى انخفاض أسعار 68 سهماً من أصل 103 شركات جرى تداول أسهمها خلال الشهور التسعة الأولى من السنة، وارتفاع أسعار 23 سهماً واستقرار 12. وتصدّر سهم «شركة الخدمات المالية» قائمة الأسهم المتراجعة بنسبة 53.72 في المئة ليصل إلى 0.056 ريال. وتصدّر سهم «شركة عُمان للمرطبات» قائمة الأسهم المرتفعة، بعدما صعد سعره 129.38 في المئة إلى 1.161 ريال. القيمة السوقية وأوضح التقرير أن مع نهاية الشهور التسعة الأولى من السنة، استقرت القيمة السوقية للشركات المدرجة في سوق مسقط للأوراق المالية عند 6.65 بليون ريال، مقارنة ب7.80 بليون خلال الفترة ذاتها العام الماضي، متراجعة 2.01 بليون ريال، أو 14.73 في المئة. وبعدما توقع صندوق النقد الدولي أن يسجّل الناتج المحلي العُماني نمواً نسبته 4.4 في المئة هذه السنة، رجّح التقرير أن تشهد سوق مسقط للأوراق المالية زيادة في حجم التداول حتى نهاية السنة.