أنقرة، واشنطن - أ ب، رويترز، أ ف ب - وجهت محكمة تركية امس، اتهامات بالدعوة إلى الانفصال إلى 23 شخصاً، بينهم أستاذة جامعية وناشر، اتُهموا بالانتماء إلى متمردي «حزب العمال الكردستاني» المحظور. ونقلت شبكة «تي آر تي» عن المحكمة في إسطنبول أن البروفيسورة بشرى إرسنلي والناشر راغب زاراكولو، هما بين 47 شخصاً أفادت وكالة أنباء الأناضول الرسمية باستجوابهم بتهمة الانتماء إلى «الكردستاني». وأمرت المحكمة بسجن 23 منهم، في انتظار محاكمتهم، فيما لم يتضّح هل سيُحاكم الآخرون أيضاً. لكن «حزب السلام والديموقراطية» الكردي أعلن أن إرسنلي مثّلت الحزب لدى لجنة برلمانية تسعى إلى المصالحة، في صوغ دستور جديد للبلاد، معتبرة أن اعتقالها يقوّض جهود السلام. أتى ذلك بعد تأكيد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن واشنطن ستواصل مساندة أنقرة في مكافحتها «الكردستاني»، لكنها اعتبرت أن «قدرة تركيا على تحقيق إمكاناتها الكاملة، تتوقف على نيتها تعزيز الديموقراطية في البلاد وتشجيع السلام في محيطها». وقالت أمام «المجلس الأميركي- التركي» الذي يعمل على تنشيط المبادلات بين البلدين، إن «المعجزة التركية» شهدت زيادة حجم اقتصاد تركيا ثلاث مرات خلال العقد الماضي، إذ فتحت الإصلاحات القطاعات السياسية والاقتصادية أمام منافسة جديدة. واعتبرت أن الاقتصاد التركي الذي يحتل الرقم 17 في العالم، يمكن أن يساهم في تطوير المنطقة، مضيفة: «تعزيز دولة القانون والتصدي للفساد، يتيحان للبلاد أن تنمو في شكل أسرع». لكنها استدركت مشددة على ضرورة أن تحرص أنقرة على ضمان احترام حقوق الإنسان والأقليات وصون الحريات الإعلامية وتفعيل دور المرأة في المجتمع، قائلة: «تحسين الديموقراطية هو عملية لا تنتهي أبداً، ويتطلب جهداً لا يكلّ وحذراً للحؤول دون حصول أي انتكاسة». ورأت كلينتون أن النفوذ الجديد لتركيا أتاح لها فرصة لإظهار التحلي ب «خصائص قيادة رشيدة»، لكنها طالبت أنقرة بتحسين علاقاتها بإسرائيل وقبرص وأرمينيا. وقالت: «نشعر باستياء لتدهور العلاقات بين تركيا وإسرائيل. ونحن مستمرون في حض البلدين على البحث عن فرص لإعادة هذه العلاقات المهمة إلى مسارها». وأضافت: «تقليص التوترات مع الدول المجاورة وزيادة الاستقرار في الجوار، هما السبيل إلى تعزيز النمو والنفوذ. يدرك قادة تركيا ذلك، لكن ترك الماضي وراءنا والتطلع إلى المستقبل الذي تستحقه تركيا، يتطلبان اتخاذ قرارات جريئة وإرادة سياسية قوية». وزادت: «نعترف بحق جمهورية قبرص في التنقيب عن الموارد الطبيعية في منطقتها الاقتصادية، بما في ذلك المساعدة من شركة نوبل إنرجي الأميركية، لكننا نتطلع إلى أن ينتفع الجانبان من مواردهما المشتركة، في إطار اتفاق عام». وألغت كلينتون رحلة إلى بريطانيا وتركيا، بعد اعلان وفاة والدتها دوروتي رودهام (92 سنة).