ما أن تحل أشهر الحج إلا ويعقد الكثيرون النية على أداء هذا الركن العظيم، الذي يعد الإحرام من أول أعماله، بل يجب على كل حاج سواء من داخل السعودية أو خارجها عقده من الميقات الذي يكون على طريقه حسب مكان تواجده أو وجهته المقبل منها، إذ هناك عدد من المواقيت في جهات المملكة تخضع جميعها لإشراف وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والأوقاف والإرشاد. «الحياة» جالت في ميقات قرن المنازل أو مايعرف اليوم بميقات «السيل الكبير» الواقع إلى الشمال الغربي من الطائف على طريق (السيل الكبير - مكةالمكرمة) وهو الميقات المخصص لأهل نجد والطائف ومن في حكمهما ومن يمر عليه من حاج أو معتمر، إذ رأت تحسناً كثيراً فيه عما كان عليه في أعوام مضت، بيد أن ما اتضح لها هو أنه ما أن يصل القادم من جهة الرياض أو من في حكمه إلى ضاحية الحوية حتى ينتهي به الطريق السريع ويكون مجبراً على السير مسافة 30 كيلومتراً عبر طريق (السيل الصغير-السيل الكبير) كي يصل إلى مكانه، وهو طريق خطر جداً وكثير المنعطفات ويسير بين جبال شاهقة وذو مسارين فقط. وبحسب المواطن مرزوق حامد العضياني القادم من محافظة الدوادمي بالمنطقة الوسطى ومتجه براً إلى مكةالمكرمة للحج، فإن «الطريق مقلق جداً وكثير الحوادث، ومما زاد خطورته هو مشاركة الشاحنات السيارات الصغيرة السير عليه»، وأضاف: «على رغم من قصر مسافته إلا أن السير عليه حتى الوصول للميقات يحتاج أكثر من ساعة بسبب كثافة الحركة عليه»، متمنياً أن تعجل وزارة النقل ما أعلنت عنه أخيراً من توسعة الطريق خصوصاً أنه لا يخلو من حركة المعتمرين والحجاج على مدار العام. بدوره، كشف المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في الطائف عبدالعزيز المدرع عزم وزارته إنشاء مشاريع تطويرية جديدة في ميقات السيل. وأرجع ل «الحياة» السبب في عدم تشغيل مشروع دورات مياه النساء الجديد إلى كون المشروع خاصاً بمواسم رمضان والحج فقط أما في باقي أيام العام فيكون الاستخدام لدورات المياه القديمة التي تخضع كذلك للتطوير والتحسين. وعن إقفال المستوصف وجعله خاصاً بالحج، أوضح المدرع أن هذا الأمر يتعلق بوزارة الصحة، مؤكداً في الوقت نفسه أن مراقبة الأسعار ونظافة البوفيهات من شأن البلدية، وأما ما يتعلق بمضايقة الشاحنات التجارية لمواقف زوار الميقات، ذكر أن منعها من الدخول أمر من صلاحيات ومهام الجهات الأمنية كالمرور وغيره. وعما يختص بمهمات إداراته كشف المدرع النقاب عن جملة من المشاريع التطويرية منها إضافة مواقف جديدة شمالية وجنوبية وكذلك إنشاء محطة تنقية جديدة لمياه الدورات ليعاد استخدامها مرة أخرى في أعمال التشجير ونظافة الدورات نفسها، مبيناً جهودهم في تنفيذ محطة تحلية لمياه الآبار التابعة للميقات بحيث تصبح مياهاً صالحة للاستهلاك الآدمي. وعن المحال التجارية القائمة الآن وملاحظات الزوار بعدم مناسبتها، أعلن المدرع مشروع إنشاء سوق نموذجي وفق أحدث المواصفات يكون بديلاً عن المحال الموجودة الآن التي سيتم إزالتها «حسب إفاداته» فور الانتهاء من بناء السوق الجديد المتوقع البدء فيه قبل نهاية العام الحالي. وختم المدرع تصريحه ل «الحياة» بأن هناك فرقاً مشكلة من الوزارة تزور هذا الموقع وكذلك موقع ميقات وادي محرم الرديف لتسجيل الملاحظات وإجراء أبحاث للتطوير كل فترة. ...وحالة استنفار واستعداد للحج