حصلت شركة «إسكو»، وأسستها طالبات في مدرسة «كمال جنبلاط الثانوية للبنات» في مدينة نابلس، على الجائزة الأولى ل «أفضل شركة طلابية على مستوى العالم العربي لعام 2011» بعدما فازت باللقب نفسه على مستوى فلسطين قبل أشهر. وجاء الإعلان عن الفوز في حفلة اختتام «مسابقة إنجاز العرب» التي أقيمت في الأردن، قبل أيام، برعاية الملكة رانيا، وبتنظيم من «مؤسسة إنجاز العرب»، وبمشاركة أوائل الشركات الطلابية من مختلف البلدان العربية التي اتجهت إلى الأردن لتمثل بلادها في المسابقة. وفازت «إسكو» الممثلة لدولة فلسطين بالجائزة الأولى، عن المنتج الابتكاري الصديق للبيئة «بي – تتش»، وهو جهاز كهربائي يتيح التحكم بمختلف الأجهزة الكهربائية في المنزل أو المكتب من خلال الهاتف. وتعقيباً على فوز فريقها، قالت شوق مصري (16 سنة) الرئيسة التنفيذية لشركة «إسكو»: «كنا نضع آمالاً كبيرة على الفوز على مستوى الوطن العربي. ففكرة شركتنا كانت مميزة وأرباحنا جيدة والعمل الجماعي وروح الفريق كانا أكثر ما ميز عملنا». وأضافت: «الفوز على مستوى الوطن العربي مفاجأة لنا، خصوصاً لجهة الإمكانات المتواضعة التي لدينا مقارنة بالدول العربية الأخرى. ولكننا أحرزنا الفوز، واستطعنا إثبات انفسنا». وتم تقويم شركات الطلاب وفقاً لمعايير تشمل القدرة على إظهار الذكاء التجاري والمعرفة المالية وتوفير الدعم اللازم للتسويق ودراسات الجدوى، وأمضى الطلاب ثلاثة أيام في عرض منتجاتهم وتقديمها للجمهور، تخللتها جلسة أسئلة وأجوبة خاصة وصعبة مع الحكام. واختارت الشركة الفائزة لجنة تحكيم تضم المعدّ والمقدم التلفزيوني أحمد الشقيري والمدير الإقليمي المشارك لشركة «»دي أل إيه بيبر» عبد العزيز الياقوت ونائب الرئيس التنفيذي ومدير إدارة الزبائن في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة «بي إن واي ميلون» هاني قبلاوي ومدير خدمات استشارات المناخ الاستثماري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المؤسسة الدولية للتمويل مجدي أمين والشريك الإقليمي للمواهب والاتصالات في «ديلويت» الشرق الأوسط رنا غندور سلهب. وقالت مصري: «كانت تجربة مثيرة ومحفزة للغاية بالنسبة إلي والى زميلاتي. فخلال مختلف مراحل المسابقة، كان علينا التعامل مع التحديات التي يواجهها قطاع الأعمال في الحياة الحقيقية، ووضع الاستراتيجيات اللازمة للتعامل معها. ساعدتنا التجربة بكاملها على فهم متطلبات وحاجات ريادة الأعمال في بيئة العمل التنافسية». يذكر أن مسابقة إنجاز العرب السنوية لرواد الأعمال الشباب، أطلقت أول مرة في 2007 من قبل إنجاز العرب، وهي مفتوحة لجميع الفائزين بالمسابقة على المستوى المحلي لشبكة إنجاز العرب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وشهدت المسابقة هذه السنة مشاركة 11 ألف طالب، أسسوا 162 شركة طلابية في 12 بلداً تشمل الكويت والإمارات العربية المتحدة والبحرين وعُمان والمملكة العربية السعودية وقطر والأردن وفلسطين ولبنان ومصر والمغرب واليمن. وحول الشركة الفائزة على المستوى العربي، تقول مصري: «مشروع الشركة هو أحد مشاريع مؤسسة إنجاز التي تعمل على تدريب طلاب المدارس وصقل قدراتهم ومهاراتهم من أجل مواجهة سوق العمل بعد الانتهاء من الجامعة، فاختارت مؤسسة إنجاز مدرستنا للمشاركة في هذا المشروع لهذه السنة والذي يستمر مدة ستة أشهر. قمنا بتشكيل شركة طلابية أسميناها أسكو أو شركة الحلول الكهربائية، وهي مكونة من 22 طالبة من الفرعين العلمي والأدبي، وستة من المديرين (المدير العام، مدير التسويق والعلاقات العامة، مدير الانتاج، مدير المبيعات، مدير المالية، مدير الشؤون الإدارية). وانتجت شركة أسكو جهازاً إلكترونياً يدعى «بي – تتش»، يوفر خدمة التحكم من بعد للأجهزة الكهربائية الموجودة في البيت أو العمل وذلك بإيقاف أو إيصال التيار الكهربائي عنها من خلال الاتصال الهاتفي من الخط الثابت أو النقال الموجود في المكان المحدد في أي وقت ومهما كانت المسافة». وحول «بي-تتش»، تقول مصري: «يمكن للجهاز التحكم مثلاً بموعد تشغيل التدفئة المركزية، ونظام التبريد، وكاميرات المراقبة، ونظام ري المزروعات، إضافة إلى الأجهزة الكهربائية المنزلية كالغسالة، وفرن الطبخ الكهربائي، والأجهزة التي تحتاج إلى إحماء، وغيرها». وسوقت الشركة منتجها بطرق متعددة مثل المطويات (البروشورات) والملصقات، إضافة إلى إنشاء موقع إلكتروني خاص بالشركة والمنتج، وصفحة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، كما نسقت مع الشركات للترويج للمنتج مع فواتير الكهرباء للمنازل والمصانع أيضاً». وتؤكد مصري: «لن تتوقف الشركة عند هذا الحد فرؤيتنا المستقبلية تقوم على إيجاد حلول أخرى للكهرباء، وابتكار أجهزة أخرى، والعمل على تخفيض سعر «بي – تتش». فمن خلال التجربة والخبرة التي اكتسبناها في الأشهر الستة، وجدنا أنفسنا في خضم عالم الأعمال». وتقول الشابة بحماسة كبيرة: «أصبحنا مديرين ونحن فقط في سن السادسة عشرة. كانت تجربة مميزة وبالتأكيد نود أن نكمل المشوار في المستقبل لتحسين مستوى الاقتصاد في بلدنا. والشركة مساهمة عامة إذ قمنا بجمع رأس المال من المجتمع المحيط بنا، وكان محدداً من قبل مؤسسة إنجاز بما يعادل 1000 دولار مقسمة على 500 سهم، بواقع دولارين لكل سهم. حققنا أرباحاً ممتازة، إذ وصل العائد على الاستثمار إلى ما نسبته 105 في المئة، كما صنعنا ستين جهازاً، وبعناها في الضفة الغربية بسعر 499 شيكلاً للجهاز الواحد». واعتمد فريق الطلاب على مساعدة أهل الاختصاص إذ جمع أحد المهندسين القطع، كما كان لشركة الاتصالات الفلسطينية دور في تدريب الفريق على مدار الأشهر الستة وعمل مدير الخزينة في الشركة عماد عليوي, «مستشاراً» للشركة فقدم العديد من النصائح المفيدة لفريق العمل.