أثار التحذير الذي وجّهته هيئة الإعلام والاتصال العراقية إلى قناة السومرية الفضائية تساؤلات حول المعايير المهنية التي تتبعها الهيئة في محاسبة وسائل الإعلام العراقية. فالتحذير وجه إثر عرض القناة مسلسلين تلفزيونيين وبرنامجاً ترفيهياً يتعلق بإطلاق النكات المتداولة في المجتمع العراقي. وكانت الهيئة قد حذرت في وقت سابق القناة من بث مسلسلي «كارمن» الفرنسي و «دانييلا» الإسباني المدبلجين إلى اللهجة العراقية. وتدور أحداث «كارمن» حول يوميات مجموعة من الشبان والشابات من خلفيات اجتماعية وطبقية مختلفة جمعتهم موهبة الرقص ليعيشوا معاً في بيت الطلاب لفترة زمنية معينة، بعد أن تم اختيارهم من بين مئات الطلاب الذين تقدموا إلى معهد الفنون. وفيما يتابع المشاهد حلقات المسلسل يكتشف كم هو صعب الدرب الذي اختاره هؤلاء الشبان، كما يتعرف عن كثب إلى شخصية كلّ منهم بما تحمله من آمال وأحلام وخيبات وخوف. أما أحداث مسلسل «دانييلا» فتدور قصته حول الفتاة الجميلة والجذابة التي تحلم بأن تصبح راقصة مشهورة، وبعد وفاة والدتها، تنتقل للعيش في منزل والدها، فتواجه مشاكل كثيرة مع زوجة أبيها وأختها غير الشقيقة. وتعاني البطلة من الكثير من العقبات للعثور على السعادة، كما يقع الكثير من الشبان في حبها، بينما هي تغرم بشاب. أما البرنامج الترفيهي المعني أيضاً بالتحذير فهو «أكو فد واحد» المختصّ بالنكات المتداولة في الشارع العراقي وهو من تقديم كل من وليد منعم وياسر سامي مع ضيفين دائمين هما الشاعر صباح الهلالي وعازف الإيقاع باسم البغدادي، وهذا البرنامج يستضيف في كل حلقة نجمين معروفين في نشاطات فنية ورياضية. انطلاقاً من هذا يتخوف المعنيون بوضع الإعلام في العراق اليوم من هيمنة هيئة الإعلام والاتصالات على الفضائيات والتدخل في برامجها. ويقول سرمد الطائي رئيس تحرير جريدة «العالم» إن القائمين على هيئة الاتصال والإعلام ومراقبة البث في القنوات العراقية هم من الخبراء الجيدين، إلا أن هناك مآخذ عدة عليهم قد تعود إلى أنهم يحملون تصوراً إدارياً عتيقاً ومستهلكاً ويخافون سطوة السلطة، أو إلى أنهم ينتمون إلى أحزاب معينة وطموحهم السيطرة على كل المجالات وعبر قوانين متخلفة. أما الهيئة فلم تحدد تفسيراً واضحاً لقضية «الذوق العام» التي قالت إن المسلسلين تناقضا معه، فهذه المسألة ما زالت غير مفسّرة في قوانين الإعلام العراقي التي تتضمن العباره ذاتها في عدد من البنود.وربما كان سبب التحذير يرجع إلى عرض المسلسلين بدبلجة عراقية فكان واقعها أقوى من أي لهجة أخرى بالنسبة لذهن المتلقي العراقي.