لم تشهد عمان أمس أي مسيرات، ومرت هادئة أول جمعة على حكومة عون الخصاونة التي اعلنت الاثنين الماضي. وتضاربت الآراء في شأن اسباب وقف الحركة الاسلامية نشاطها امس، فمنها من اتهم الحركة بالتفاهم مع الحكومة الجديدة فلم تحرك عناصرها للمسيرة الأسبوعية من الجامع الحسيني في عمان، في حين عزا ممثلها في الحراك الاجتماعي خلال الاسبوع الماضي عدم النية في المشاركة لأسباب لوجستية تعود الى وجود مارثون وسط عمان حيث اغلقت قوات الشرطة الشوارع المؤدية الى وسط المدينة منذ ليل الخميس - الجمعة. أما في المحافظات التي انطلقت منها اساساً الحركة الاحتجاجية منذ بداية العام، فاستمرت المسيرات الاحتجاجية بالزخم نفسه وانضمت اليها مسيرة خرجت للمرة الاولى في بلدة سوف في محافظة جرش شمال غربي عمان. ووحدت المحافظات شعارها تحت عبارة «لم تفهمونا ... عظّم الله اجركم»، وهي رسالة للنظام بعد تشكيل حكومة الخصاونة. وألقى المتظاهرون في محافظات الجنوب بياناً موحداً ربط تدهور الأوضاع الإقتصادية وتغوّل الفاسدين وبيع مقدرات الوطن بمعاهدة السلام الاردنية - الإسرائيلية التي صادفت قبل ثلاثة ايام ذكراها السابعة عشرة. وقال البيان الذي صدر باسم الحراك الشبابي والشعبي: «نخرج كل جمعة لنوصل رسالة ليس في الإسراع بالإصلاح، وإنما وضع جدول زمني للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وفي المقدمة منه محاكمة الفاسدين واستقلال القضاء». وشهدت بلدة سوف مسيرة حاشدة شارك فيها المئات وركزت على رفض ممارسات الحكومات وتهميش العشائر والفساد المستمر. وشكلت المسيرة تطوراً نوعياً اذ شارك فيها أبرز وجهاء البلدة وشيوخها. وفي نهاية المسيرة، ألقيت بعض الكلمات في مهرجان قصير تحدث فيه اللواء المتقاعد محمد العتوم، مطالباً بإسقاط الحكومة التي لم تأت بجديد وبإعادة النظر في تشكيلة مجلس الاعيان التي استثنت عشائر المحافظة. واقترح أن يكون هناك اعتصام دوري يشترك فيه اكبر عدد من ابناء عشائر جرش، في حين أبدى النائب أحمد العتوم استغرابه من ممارسات الحكومة والتهميش المتعمد لمحافظة جرش، واعلن انه سيحجب الثقة عن الحكومة استجابة لمطالب أبناء المحافظة. وردد المشاركون شعارات «اسمع اسمع يا نظام شعب سوف ما بينضام»، و«من سوف لعمان، يسقط مجلس الاعيان»، و«تسقط حكومة الخصاونة»، و«حكومة عون لا تستطيع العون». وشهدت مدينة الكرك الجنوبية مسيرة حاشدة بعد صلاة الجمعة احرق المتظاهرون خلالها علم حلف شمال الاطلسي (الناتو)، في إشارة إلى رفض التدخلات الأجنبية في العالم العربي. وقدرت مصادر مطلعة عدد المشاركين بألفي شخص. وقال الناطق باسم الحراك الشعبي في الكرك معاذ البطوش ان الزخم في المسيرة جاء «رداً على الخصاونة الذي وصف الحراك الشعبي بأنه عبارة عن عشرات يمكن إرضاؤهم». وحذر المشاركون رئيس الحكومة من المس بالمادة 74 من الدستور الجديد، والتأكيد على إعادة الهيكلة للرواتب التي اقرتها حكومة خلفه معروف البخيت وأجلت تطبيقها حتى مطلع العام، معتبرين اعادة الهيكلة مكتسباً لا يمكن التخلي عنه أو تأجيله. كما انتقدوا تشكيل الحكومة وطالبوا بحكومة انقاذ وطني. وفي الطفيلة، انطلقت المسيرة الاسبوعية للمطالبة بالإصلاح، وتراجعت حدة الهتافات التي انطلقت خلال الاسابيع الماضية والتي أدت الى تحويل أربعة من ناشطي الحراك الى المحكمة بتهمة إطالة اللسان. وركزت الشعارات على الإصلاح، وعلى المطالبة بإسقاط معاهدة وادي عربة، ومحاربة الفساد. وفي مدينة السلط، انطلق نحو 150 شخصاً في مسيرة سيطرت عليها الهتافات عالية السقف مع تجاهل لحكومة الخصاونة. وفي ختام الاعتصام، تلي بيان الحراك الشعبي في البلقاء والسلط، بالتأكيد على أنه لا يتبع للجبهة الوطنية للإصلاح، ولا للتجمع الشعبي للإصلاح، ولا للملتقى الوطني، وأن أي جهة لا تمتلك أي وصاية على حراك السلط الذي ينسق فعالياته مع اللجان الشعبية في باقي المحافظات. وأطلق المشاركون هتافات قالوا فيها: «يا عبدالله ارتاح ارتاح، ما انت ناوي عالإصلاح»، و«يا عبدالله يا بن حسين، أرض الأردن راحت وين»، و«يا عبدالله يا بن حسين، مال الشعب راح وين»، و«اسمع يا ساكن رغدان، ما بدنا حكم النسوان»، و«الشعب يريد إصلاح النظام الشعب يريد إسقاط الفساد». كما انطلقت مسيرات شعبية مماثلة في معان والمزار الجنوبي وكلها رفع شعار «ما فهمتنونا ... عظم الله أجركم».