هاجم مئات من المشاركين في مسيرة شعبية وسط عمّان رئيس الوزراء المكلف فايز الطراونة وسلفه المستقيل عون الخصاونة، ورفع المئات من مناصري احزاب المعارضة، في المسيرة التي انطلقت من المسجد الحسيني باتجاه ساحة النخيل، لافتة تقول: «يا فايز باي باي... والحق عون على لاهاي»، فيما لقي رحيل حكومة الخصاونة ارتياحاً لدى الشارع الأردني والأوساط الحزبية والحركات الاصلاحية. وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وجه خطاباً قاسياً غير معهود الى الخصاونة منتقداً بطء حكومته في الاصلاح ومراوحتها في إنجاز القوانين، واتهمه ب «العمل على إعاقة إجراء الانتخابات النيابية وعدم اجراء الانتخابات البلدية». من جانب آخر، بدأ رئيس الوزراء المكلّف فايز الطراونة مشاوراته لتشكيل الحكومة الجديدة وسط تكتم شديد، فيما توقعت الأوساط الحكومية الإعلان عن التشكيلة الجديدة الإثنين المقبل. وكان العاهل الأردني كلف امس الأمناء العامين إدارة وزاراتهم الى حين إعلان الحكومة الجديدة. وقال شهود ان الطراونة أدى صلاة الجمعة امس في مسجد الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري في منطقة عبدون. وعقب الصلاة، دعا الإمام لرئيس الوزراء الجديد، وقال: «اللهم وفق الرئيس المكلف بحكومته وهو من احد ابناء هذا المسجد». يذكر ان الخصاونة كان ادى صلاة الجمعة الماضية في المسجد نفسه. وشهدت مسيرة وسط البلد التي شارك فيها نحو ألف شخص، ارتفاعاً في نبرة متحدثي جماعة «الإخوان المسلمين»، وكذلك في الشعارات التي رفعها أنصارهم من دون ان توفر العاهل الاردني، كما رفعت شعارات تهاجم مجلس النواب وتصفه ب «مجلس الفساد وحماية الفاسدين». ورفع المعتصمون لافتات: «لن نرضى الا بالإصلاح الشامل»، و «لن نقبل بالترقيعات الحكومية»، و «لا مواطنة للفساد»، وحرق المشاركون العلم الاسرائيلي. وتحدث المراقب العام السابق لجماعة «الاخوان» سالم الفلاحات منتقداً ضمنياً حكومة الخصاونة المستقيلة بقوله: «حتى الحكومات التي تدعي أنها حكومات إصلاحية وتجلس مع الاصلاحيين سرعان ما تبيّن انها تعمل مع جهات أخرى ضد المطالب الإصلاحية». وهاجم النظام والحكومة والبرلمان. وفي الكرك، مسقط رأس الطراونة، تحوّلت المسيرة الأسبوعية التي كانت تحت عنوان «لا براءة لفاسد»، الى هجوم على الطراونة، وردد المتظاهرون: «فايز يعني لا اصلاح، متى هالبلد ترتاح»، و «لا فايز ولا بخيت، بدنا حكومة تصويت». وتلي بيان للحراك الشبابي والشعبي طالب بتشكيل حكومة إنقاذ وطني «تشرف على الانتخابات وتسترد ثروات البلد ومؤسساته المسروقة». وانتقد البيان «تراجع الحكم والحكومة عن الوعود الاصلاحية، ومجلس النواب على قرارات البراءة للفاسدين، واعطاء النواب والاعيان رواتب تقاعدية». ووصف مجلس النواب بأنه «لم يعد يمثل ارادة الشعب ورغبته بعد أن انحاز اعضاؤه إلى تحقيق مكاسب شخصية على حساب مواطنيهم». وناشد العاهل الاردني «عدم التصديق على قرارات مجلس النواب وحله بعد رحيل الحكومة غير المأسوف عليها، فلقد أثبتوا فشلهم وفسادهم إلى درجة أنهم تناسوا هموم الوطن وأصبح همهم تحقيق مكتسبات شخصية». وفي مسيرة للحركة الاسلامية في الكرك - ضاحية المرج، انتقد المشاركون حكومة الطراونة قبل تشكيلها، ووصفوها بحكومة «هزيلة لا تمثل إرادة الشعب»، فيما نفذت حركة «الاردن بيتنا» اعتصاماً وسط المدينة اكدت فيه ان «الملك هو الضامن لأي إصلاح وحامي الاستقرار». وأصدرت لجنة شباب ذيبان بياناً اعتبرت فيه حكومة الطراونة «ميتة قبل ان تولد، ولا تحمل شرعية الشارع». وفي سحاب شرق عمان، اصدرت اللجنة الاعلامية لحركة شباب الاصلاح بياناً «نعت فيه حكومة الطروانة التي نرى نهايتها بالفشل مثل سابقاتها». وفي الطفيلة، هاجم بيان ملتقى «عشائر الطفيلة وأحرار الطفيلة» جماعة «الاخوان» ووصفهم ب «مدمري العقول الضعيفة والأجسام الجامدة. وطافت مسيرة سيارت في المدينة وهي ترفع الأعلام الأردنية وصور الملك عبدالله الثاني.