لا تزال المسيرات التي ينظمها الحراك الشعبي الأردني تنطلق عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع في معظم محافظات البلاد، جرياً على عادتها منذ نحو عام. ففي عمان، انطلق ثلاثة آلاف شخص من المسجد الحسيني في مسيرة نظمها التجمع الشعبي للإصلاح والحركة الإسلامية تحت مسمى «جمعة إنقاذ الوطن»، هاتفين لإصلاح النظام وحماية البلد ولرمي الحكومة والنواب إلى «السكراب» (الخردة). ورفض المشاركون في المسيرة التي شهدت إجراءات أمنية للفصل بينها وبين مسيرة تحمل صور العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، تدخل الولاياتالمتحدة وأوروبا في الشؤون العربية، وتحديداً الشأن السوري، حارقين علم حلف شمال الأطلسي (الناتو). وطالب النائب السابق علي الضلاعين في خطاب يمثل التجمع الشعبي للإصلاح بإنفاذ الدستور وإعادة السلطة إلى الشعب وإنقاذ مجلس الأمة من سطوة المؤسسة الأمنية. وتحدث سالم الفلاحات باسم الحركة الإسلامية نافياً وجود صفقة مع الحكومة، ومؤكداً استمرار الحركة في الحراك الشعبي إلى حين تحقيق المطالب. وطالب محمد الزرقان باسم الائتلاف الشبابي والشعبي بقانون انتخاب وصون القطاع العام ووقف الخصخصة وإسقاط معاهدة وادي عربة والتصدي لمؤامرة الوطن البديل. وربط أحمد الحجايا ممثل ائتلاف العشائر بين الإصلاح والاستقلال الاقتصادي والسياسي. وفي المحافظات، سار آلاف في مسيرات متعددة تحت شعار مسيرة الحسيني للمطالبة بحكومة إنقاذ وطني «لإنقاذ الأردن من قادم أسوأ»، معتبرين أن الأردن يمر في لحظات حرجة زاد من أزمتها فقدان الدولة لهيبتها، خصوصاً في التعامل مع الانفلات الأمني وإغلاق الطرق والشوارع. كما انتقدوا الثقة التي منحها مجلس النواب لحكومة عون الخصاونة، معتبرين مجلس النواب «فاقداً للشرعية». وقالوا إن الأجهزة الأمنية ما زالت تتدخل في الحياة العامة وتعتقل الناشطين السياسيين على رغم الوعود الحكومية بتبييض السجون. وكان مجلس النواب منح مساء الخميس الثقة لحكومة الخصاونة التي نالت 89 صوتاً في مقابل حجب 25 نائباً الثقة عنها، وهي نسبة عالية نسبياً مقارنة مع حجم الثقة التي نالتها حكومة معروف البخيت قبل أقل من عام التي لم تحصل إلا على ثقة 63 نائباً من أصل 120 نائباً. وجاء حجب بعض النواب ثقتهم عن الحكومة بسبب انفتاحها على حركة «حماس»، فيما رد الخصاونة بأن الحكومة تقف على مسافة واحدة من كل الفصائل الفلسطينية. وفي لواء ذيبان في محافظة مأدبا (جنوب عمان)، شارك المئات في جمعة «إنقاذ الوطن»، مطالبين بالإصلاح ومحاربة الفساد. أما في مادبا المدينة، فشارك العشرات في مسيرة تحت المسمى نفسه بدعوة من ائتلاف حراك مادبا ولجنة شباب لواء ذيبان. ونظمت فاعليات شبابية وشعبية في لواء المزار الجنوبي في الكرك مهرجاناً خطابياً طالبت فيه بالإصلاح الاقتصادي والسياسي ومحاربة الفساد. أما في مدينة الكرك نفسها، فانطلقت مسيرة للحراك الشبابي والشعبي، كما نظمت الحركة الإسلامية اعتصاماً أجمع المشاركون فيهما على محاربة الفساد واجتثاث المفسدين والتوصل إلى حكومة برلمانية. ونفذت الفعاليات الشعبية في معان (الحركة الإسلامية وائتلاف شباب الإصلاح والتغيير) وقفة احتجاجية تطالب بتسريع الإصلاح ومحاربة الفساد واجتثاثه، كما أكد جيرانهم في الشوبك أهمية المطالب الإصلاحية الشاملة التي يتبناها الحراك. وخرجت مسيرة في الطفيلة للمطالبة بمحاربة الفساد، مؤكدة مواصلة الحراك حتى تحقيق الإصلاح الشامل وإعادة الأموال المنهوبة للشعب ورفع القبضة الأمنية. وفي إربد (شمال)، شارك المئات في مسيرة انطلقت من المسجد الهاشمي بدعوة من الجبهة الوطنية للإصلاح والحراك الشعبي في الشمال. على صعيد متصل، اعتقلت قوات الأمن مساء الخميس أحد المشاركين في اعتصام «كازك يا وطن» أمام مقر شركة مصفاة البترول في عمان للاحتجاج على أسعار المحروقات. وأكد الأمن العام أنه اعتقل الناشط عبدالله محادين لحمله سلاحاً غير مرخص والتهجم على بعض الأشخاص، فيما قال الحراك الشبابي إن المحادين لوّح بمسدس لحماية نفسه من البلطجية الذين يتابعونه منذ مدة طويلة.