تواصل أمس ولليوم الثالث على التوالي تدفق المعزين في وفاة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز على الديوان الملكي بقصر اليمامة في الرياض، وعلى مقار أمراء مناطق المملكة وعلى سفارات السعودية في الخارج. ووصل إلى البلاد أمس وفد رئاسي أميركي يقوده نائب الرئيس جوزيف بايدن لتقديم العزاء إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود بتكليف من الرئيس باراك أوباما بحسب ما أعلنه البيت الأبيض أول من أمس. كما استقبل أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز ومساعد وزير الدفاع والطيران الأمير خالد بن سلطان نائب الرئيس الأميركي في قصر العزيزية أمس، والذي قدم تعازيه في الفقيد. كما وصل ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أمس لتقديم واجب العزاء والمواساة لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمير نايف والأسرة المالكة والشعب السعودي في وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز. كما قدم رئيس مجلس الوزراء المصري عصام شرف أمس واجب العزاء في وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز خلال استقبال السفير السعودي لدى القاهرة أحمد قطان له في مقر السفارة أمس. وأكد تدفق حشود المواطنين والمقيمين والديبلوماسيين المعتمدين لدى الرياض على الديوان الملكي لتقديم واجب العزاء صدق عاطفة المحبة التي ربطت الفقيد بمواطنيه، ومدى الاحترام والتقدير الذي حظي به لدى المقيمين والديبلوماسيين العرب والمسلمين والأجانب. وكان أفراد العائلة الملكة وأبناء الفقيد في استقبال المعزين أمس الذي صادف انتهاء فترة العزاء التي أعلنها الديوان الملكي اعتباراً من الثلثاء. ووصف مراقبون للشأن المحلي استمرار تقاطر المعزين على الديوان الملكي تأكيداً للحمة بين القيادة السعودية وشعبها، ومصداقاً للوفاء من الشعب السعودي للفقيد الذي أجمعوا على وصفه بالحنكة والسخاء والإقدام على فعل الخير وتفقد الآخرين وقضاء حاجاتهم، على رغم توليه مهام جسيمة في ملفات الدفاع وبناء القوات المسلحة وتحديثها وتعزيز علاقات السعودية بعدد من الدول. وكان أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز استقبل مساء أول من أمس في الديوان الملكي ولي عهد بريطانيا أمير ويلز الأمير تشارلز ووزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند اللذين قدما التعازي إلى خادم الحرمين الشريفين والنائب الثاني والأسرة المالكة. وجاء وصول الوفدين البريطاني والرئاسي الأميركي الذي يضم المرشح الجمهوري للرئاسة السيناتور جون ماكين، وهو من أبرز أعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ديفيد باتريوس، وعدد من الوزراء والمسؤولين، إلى جانب وزير الدفاع السابق وليام كوهين للرياض، تأكيداً لمتانة العلاقات التي تربط المملكة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة، خصوصاً في مثل هذا الوقت الذي فقدت فيه السعودية والأمة العربية والإسلامية قائداً بحجم ورؤية ومقدرات ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي أعلن البلدان أنه قام بدور كبير في تعزيز العلاقات مع كل منهما. واستمر توافد المعزين إلى سفارات خادم الحرمين الشريفين في مختلف بلدان العالم للإعراب عن التعاطف مع القيادة والشعب السعودي في مصابهما. ففي العاصمة الزامبية لوساكا قام رئيس زامبيا مايكل ساتا أمس بزيارة لمنزل سفير السعودية حسن عطار، إذ أعرب عن حزنه العميق لوفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وقال: «كنا نتوقع أن يزور بلادنا بعد أسبوعين ولكنها إرادة الله. وتلقى السفير عطار التعازي في مقر إقامته من الرئيس السابق كينيث كاوندا. وتلقت سفارتا السعودية في طوكيو والجزائر وقنصليتا المملكة في الإسكندرية والسويس بجمهورية مصر العربية التعازي في الفقيد. وذكرت مجلة «الإيكونومست» البريطانية على موقعها الإلكتروني أمس أن تدفق القادة العرب والأجانب لتشييع الأمير سلطان بن عبدالعزيز من كل أنحاء العالم يؤكد المكانة الكبيرة التي احتلها الفقيد لدى قادة وشعوب تلك الدول.