تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اتصالاً هاتفياً أمس من الرئيس الأميركي باراك أوباما قدّم خلاله العزاء في وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز. وأعرب خادم الحرمين الشريفين للرئيس الأميركي عن شكره وتقديره لمشاعره النبيلة، سائلاً الله العلي القدير للفقيد الرحمة والمغفرة. كما جرى خلال الاتصال عرض العلاقات الثنائية، إضافة إلى بحث تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية. فيما تواصل تدفُّق المعزين أمس (الأربعاء) لليوم الثالث على التوالي في وفاة ولي عهد السعودية الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي توفي السبت الماضي في جنيف. واستمر توافد ممثلي العائلات المالكة والحكومات العربية والغربية لتقديم واجب التعزية والمواساة، فيما يستعد المواطنون السعوديون في مختلف أرجاء المملكة لمبايعة الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي اختاره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (الاثنين) ولياً للعهد، وعيّنه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع. وواصلت سفارات السعودية في أرجاء العالم استقبال المعزين في وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز. ووصل إلى جدة أمس وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، على رأس وفد رفيع لتقديم التعازي في وفاة الأمير نايف. وقال بانيتا قبيل مغادرته قاعدة أندروز الجوية: «أثناء فترة عمله وزيراً للداخلية التي شارفت على أربعة عقود، عمل الأمير نايف بلا كلل من أجل حماية المملكة والشعب السعودي. وكانت زعامته المفعمة بالرؤى وشجاعته أداتين أساسيتين للمكاسب التي حققناها معاً ضد الإرهاب والتطرف، وساعدتا في حفظ حياة سعوديين وأميركيين. وقد لعب دوراً محورياً في تقوية العلاقات بين الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية». وأضاف بانيتا: «حظيتُ شخصياً بفرصة الالتقاء به في وزارة الداخلية في الرياض، وخرجت متأثراً بإخلاصه لوطنه والتزامه بالعمل معنا لمكافحة الإرهاب». وقال وزير الدفاع الأميركي إنه سيقدم تعازي الشعب الأميركي في الفقيد الكبير، ويؤكد التزامه الشراكة الأمنية القوية بين البلدين. ويرافق بانيتا وفد ضم مسؤولين حاليين وسابقين، أبرزهم مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي روبرت مولر. ووصل إلى جدة أمس لتقديم التعازي في وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي عهد بلجيكا الأمير فيليب، والنائب المساعد البرلماني لوزير خارجية نيوزيلندا جون هايز، ووزير الدولة الحالي رئيس وزراء هولندا السابق فيم كوك، ووزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان. وذكر موقع «سكوب» الإخباري الحكومي النيوزيلندي أمس أن الأمير نايف بن عبدالعزيز احتل موقعاً محورياً في القيادة السعودية، وقام بدور رئيسي في الرد السعودي الحاسم على الإرهاب، في أعقاب هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2011. وكان أمس (الأربعاء) آخر أيام تقديم التعازي في الأمير نايف بن عبدالعزيز، في قصر السلام، في جدة، إذ استمر تدفُّق المعزين. وواصلت سفارات المملكة في الخارج استقبال المعزين من رسميين وشعبيين. وقال مواطنون سعوديون ل«الحياة» إنهم يتطلعون بمبايعة الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد يومي السبت والأحد المقبلين، إلى عهد جديد من الإنجاز والتحام القيادة بشعبها مع الأمير سلمان، الذي عهدوه مواصلاً أبناء وطنه في أفراحهم وأتراحهم منذ أكثر من خمسة عقود، تمثل فترة انغماسه في العمل العام.