رحل عن هذه الدنيا الفقيد الغالي سلطان الخير، ذلك الرجل الذي جمع الناس كبارا وصغارا على محبته من خلال حبه للناس وحبه للخير، فهو الأب والإنسان الذي حمل صفة الإنسانية القيّمة بحبه للناس وحبه للخير، لذلك فقد جمع الناس على محبته وتقديره، وما وجوده على رأس الجود والكرم والسخاء والأعمال الخيّرة والجمعيات والمؤسسات الخيرية إلا نبل مواقف وعاطفة إنسان يبذل الكثير دون منّة ويفكّ أزمة محتاج دون سؤال ويبذل الكثير لإنهاء معاناة أو علاج مريض أو مساعدة محتاج، ولو تحدثت عن جانبه الإنساني لما استطعت أن أصل إلى ما أريد أن أقوله من كرم وسخاء وإنسانية وبرّ لكل الناس، فيكفينا فخراً بوالدنا وولي عهدنا أنه الرجل الذي فاز بجائزة حماية البيئة والحياة الفطرية. وعندما نتحدث عن الجانب الآخر من سلطان الخير - رحمه الله - فإننا نرى جانباً مضيئاً لزعيم فذّ وسياسي وعسكري ورجل إدارة له بصمات مضيئة لن تنسى، فهو من صناع مجد هذا الوطن وهو ولي العهد لمليك هذا الوطن وسنده، وحامل هموم الشعب والأمة العربية والإسلامية. ليت الكلمات والجُمل تسعفنا لنذكر خيراته التي وهبها للجميع، كما ليتها تسعفنا لنذكر صفاته الكبيرة والعظيمة، فنحن نقول أجمل الكلمات ونذكر أروع الصفات ولا نزال مقصرين في حق رجل عظيم وكبير، لكننا لا نملك أمام رجل إنموذج للقيادي الذي خدم شعبه ووطنه وأمّته إلا أن ندعو الله له بالمغفرة والرحمة، ولا نملك أمام رجل بهذا الحجم إلا أن نحزن لوفاته وفراقه رغم أن ذاكرتنا لن تنساه وسيبقى خالداً فيها لا يموت، فرجل مثل سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - بهذه الصفات والسيرة العطرة في حياته لن تتوارى ذكراه بعد وفاته، فقد رحل الكرم ورحل الكريم، رحل الحلم ورحل الحليم، ورحل الأمير وهل غيره أمير؟، رحل فقيد الأرامل واليتامى والمساكين رحل فقيد الأمة، والعين تدمع والقلب يحزن، وإنّا لفراقك لمحزونون. رحم الله والدنا ووالد الجميع سلطان بن عبد العزيز وأسكنه داراً في فسيح جنّاته. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}