خيم الحزن على منطقة حائل فور إعلان نبأ وفاة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وعلى رغم انه رحل عن الدنيا لكن أعماله الخيرية ستبقى خالدة في أذهان أهالي حائل، وتظل شاهدة له حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فإن للأمير في المنطقة بصمات منقوشة في قلوب المواطنين قبل أن تكون على أرض الواقع، فقد حفر حبه وسط القلوب حينما تسلل لها من دون تكلف. فحائل اليوم تبكي أميراً وأرضاً وإنساناً، وأهلها يسكبون الدموع على فراقه ألماً وحسرة، ويرفعون أكف الضراعة بأن يرحمه الله رحمة واسعة، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدم طوال حياته من أعمال للوطن والمواطن، فكيف لا تبكيه وهو من شيّد لمواطنيها 150 وحدة سكنية، وفيها مشروع إسكان الأمير سلطان الخيري في الحائط بكلفة أكثر من 30 مليون ريال شاملة جميع مرافقه وخدماته الإنسانية. وقال المواطن عبدالله الحائطي (34 عاماً) احد أبناء المستفيدين من الإسكان الخيري، الذي فتح بيته لاستقبال المعزين في وفاة فقيد الإنسانية: «إن الحزن على جميع أرجاء الحائط، وخصوصاً أهالي الإسكان بعد سماع خبر رحيل الأمير سلطان عن هذه الدنيا، فقد نزل علينا المصاب الجلل كصاعقة، لأن فقدان هذا الرجل العظيم والمتواضع في سخائه وكرمه يعتبر خسارة كبيرة على أفراد الشعب السعودي، وكانت أسرتنا قبل تبرعه السخي تسكن في بيت طين بالقرب من الحائط، قبل أن يمنحنا السكن المؤثث بالكامل، فأعزي باسمي ونيابة عن جميع أهالي الإسكان العائلة الكريمة والقيادة الرشيدة الحكيمة على رحيل سلطان الخير إلى الرفيق الأعلى». أما نورة صالح الحايطي (54 عاماً) فتقول: «أعزي نفسي أولاً وكل الشعب السعودي في وفاة سلطان الخير الذي جاء خبر وفاته صدمة كبيرة لنا جميعاً داخل الإسكان، خصوصاً وأنه هو من انتشلنا من الفقر والحاجة، وأمّن لنا السكن المناسب بعد أن كنا نهيم في الصحراء ونسكن في الخيام البالية، كما انه تبرع لي بمبلغ 20 ألف ريال، وتبرع أيضاً لوالدتي بالمبلغ نفسه بعد يوم واحد فقط من نشر معاناتنا في الصحيفة، وأدعو العلي القدير بأن يرحمه ويسكنه فسيح جناته وان يحمي الله هذا الوطن من كل شر وأن يحفظ قادتها ويسدد خطاهم». وقال المواطن فلاح الرشيدي ( 76 عاماً ): «نحن هنا فتحنا جميعاً بيوتنا لتبادل التعازي في وفاة الفقيد الغالي لأنه رحمه الله كان بمثابة والد الجميع، وله خير كبير ومعروف عظيم علينا، وكلنا ندعو له بالرحمة والمغفرة، وأن يجعل ما بذله في سبيل الخير وراحة المحتاجين في موازين حسناته، فأنا وأسرتي من الذين تم توطيننا بالإسكان الخيري بالحائط وحصلنا على فيلا سكنية مجهزة بالخدمات كافة بعد سنين طويلة من الأسى والتعب والمعاناة من التنقل وسط الصحراء القاحلة»، مضيفاً أنه استطاع بعد سنتين من أعمار دور ثان للتوسع، وأن المؤسسة الخيرية لم تكتف بتأمين السكن، بل أوجدت المدارس والسوق والمركز الصحي والحديقة.