ودع البليونير بيل غيتس السعودية أمس بعد زيارته الثانية إليها، التي سبقتها زيارته الأولى قبل 8 أعوام مع اختلاف الأسباب، إلا أن الرياح ساقت بيل غيتس إلى السعودية ذلك الحين، ربما لأنه كان على علم مسبق بالتغيير القادم في الشرق الأوسط، فقرر أن يشارك فيه بنفسه ويستكشف الفرص المتاحة هناك، خصوصاً أن الجانب الاستثماري كان المهيمن على زيارة بيل غيتس، والعمل على ترسيخ مكانة مايكروسوفت داخل المملكة هو الغرض الرئيس لزيارة 2006. ويعود بيل غيتس إلى السعودية مرة أخرى محملاً بنجاحات خططه واستثماراته، ولكن بهدف مغاير تماماً لما جاء من أجله في المرة الأولى، وها هو يعلن شراكة جديدة لمكافحة الأمراض المعدية وانعدام الأمن الغذائي في الدول الأقل نمواً، إذ وقعت مؤسسة غيتس مع البنك الإسلامي مذكرة تفاهم للتعاون في مجالات التنمية الزراعية والوقاية من الأمراض المعدية كمرض الملاريا وشلل الأطفال والقضاء عليها مدة خمسة أعوام. وهبطت طائرة غيتس أرض المطار بلا مرافقين ولا حراسات شخصية، واجتمع صباح أمس مع مجموعة قليلة من الصحافيين في اجتماع مغلق منفرداً بأريحية مع الضيوف، واستمر نحو الساعة تحدث فيه عن عدد من الأوضاع والخطط المقبلة لمؤسسته في مجال العمل الخيري في العالم، وسعيه لتحقيق هدفه بتأمين لقاح ضد شلل الأطفال لجميع أطفال العالم. وكشف عن البحث المكثف منذ 10 أعوام في مجال البحث العلمي عن العقاقير الجديدة، التي من ضمنها لقاح فيروس نقص المناعة المكتسبة «الأيدز»، وتحدث عن أوضاع الأطفال في سورية، وأنها من الدول التي تعاني من هذا المرض من قبل الاضطرابات الواقعة فيها، ولكن الأمر أصبح أكثر تعقيداً من ناحية انتشار السكان في بعض الدول المجاورة ومخيمات اللاجئين. وأكد غيتس أن أكثر من 300 بليون دولار هو مقدار ما ينفق من مؤسسته الخاصة على الأعمال الخيرية في العالم ابتداء بأميركا، وقال: «السعودية أكبر متبرع لبنك التنمية الإسلامي في جميع مجالاته الخيرية على المستوى الإقليمي». وتطرق إلى دور الشباب وكيفية دعمهم لبناء رؤوس الأموال والدخول إلى العمل الاستثماري، إذ شدد على أن «المجازفة» هي العامل الأهم في نجاح الفكرة، ويجب على الجامعات تشجيع العمل الاستثماري ودعمه بالطرق كافة، وفتح مجالاته أمام الشباب في المستقبل. وغادر غيتس السعودية متجهاً إلى أبوظبي، من دون أن يحدد موعداً جديداً لزيارة السعودية، ولا عن خططه المقبلة فيها. ... ويستكشف فرص تعاون مع جامعة الملك عبدالله في مجهود تعاوني يهدف إلى استكشاف طرق مبتكرة للحد من مشكلات الجوع وسوء التغذية وندرة المياه في العالم، قام رجل الأعمال بيل غيتس أحد أشهر رواد التقنية والأعمال الخيرية في العالم، والرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس الخيرية، بزيارة إلى جامعة الملك عبدالله في مدينة ثول. وشارك السيد غيتس في حلقة نقاش مع أعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالله، لبحث طرق مبتكرة للزراعة في الظروف الجافة والقاسية، والتباحث حول إمكان تعاون بحثي مشترك بين جامعة الملك عبدالله ومؤسسة غيتس الخيرية، خصوصاً أن الأخيرة تقوم بأعمال كبيرة في مجال الزراعة. وأعرب السيد غيتس في ختام زيارته لجامعة الملك عبدالله عن إعجابه الكبير بالجامعة ومرافقها المتطورة، وثقته الكبيرة بأبحاثها والثقافة التعاونية بين أعضاء هيئة التدريس والطلبة وزملاء ما بعد الدكتوراه في المختبرات، وقال: «أنا متفائل بأن الأبحاث التي تجريها جامعة الملك عبدالله ستسهم في الرقي بمستوى معيشة أفقر النساء والأطفال والأسر في العالم».