نيويورك - أ ف ب - قبل أسابيع من وفاته، قال ستيف جوبز رئيس شركة «آبل»: «كنت محظوظاً جداً في مسيرتي المهنية وفي حياتي. قمت بكل ما كان في وسعي القيام به»، كما جاء في أول كتاب يروي سيرة حياته صدر أول من أمس في الولاياتالمتحدة. بات كتاب سيرة جوبز المرتقب والصادر عن دار «سايمون اند شوستر»، متوافراً في المكتبات بعد أسبوعين ونصف الأسبوع على وفاته عن 56 سنة. ويرسم صورة رجل غاضب صارم جداً أحياناً، ورب عمل يصعب التعامل معه، إلا أنه عبقري يسعى إلى الكمال، ذو شخصية معقدة. أراد تغيير العالم ونجح في ذلك بحسب معجبيه. وقال سيف جوبز لكاتب سيرته والتر ايزاكسون الذي أجرى معه 40 مقابلة بين عامي 2009 و2011 آخرها قبل أسابيع قليلة: «أطلب من الناس أن يتقنوا عملهم. هذا هو طبعي». ويكتشف القراء في 571 صفحة شخصية معقدة الجوانب قادرة بحسب كاتب السيرة «على تعديل الواقع» إذا لم يكن مناسباً لها، وتلقي الضوء على حياة عبقري يتمتع بحس ابتكاري قلّ نظيره أحدث ثورة في ستة قطاعات صناعية هي أجهزة الكومبيوتر وأفلام الصور المتحركة والموسيقى والهواتف والأجهزة اللوحية والنشر الرقمي. وكان ستيف جوبز إبناً بالتّبني من أب سوري، وهو حدث أثر كثيراً على حياته. شبّ في سبعينات القرن الماضي في خليج سان فرانسيسكو متأثراً جداً بثقافة ال «هيبيز» مع انجذاب كبير إلى التكنولوجيا. إصابته بالسرطان يعرض الكتاب محطات أساسية في حياة جوبز أهمها إصابته بالسرطان. فبعدما شخصت إصابته في تشرين الأول (أكتوبر) 2003 رفض على مدى تسعة شهور الخضوع لجراحة. وقال: «كنت أرفض أن يفتح جسمي. فجرّبت أموراً أخرى»، مثل الحمية النباتية الصارمة التي تتضمن الكثير من الجزر وعصير الفاكهة وجلسات وخز بالإبر، إضافة إلى علاجات أخرى وقع عليها من خلال الإنترنت. كما زار عرّافة. وعندما قبل أخيراً الخضوع لجراحة كان السرطان انتشر أكثر. تلفزيون «آبل» أراد جوبز أن يصمم تلفزيون «آبل». «أرغب في ابتكار تلفزيون متكامل سهل الاستخدام (...) لن يكون على المستخدمين بعدها استخدام أجهزة تحكم عن بعد معقدة لأجهزة «دي في دي» والمحطات عبر الكابل»، قال ذات مرة. كان يريد بحسب ايزاكسون «أن يقوم على صعيد أجهزة التلفزيون بما قام به على صعيد الكومبيوتر وأجهزة الاستماع إلى الموسيقى والهواتف: أراد تبسيطها وجعلها أنيقة». وكان جوبز عازماً أيضاً على القضاء على نظام «اندرويد»، معتبراً أن «غوغل» «سرقته» عن «آي فون». وقال: «سأناضل حتى آخر رمق وسأنفق كل سنت من ال 40 بليون دولار التي تملكها «آبل» في المصارف لتصحيح ذلك. سأقضي على «اندرويد» لأنه منتج مسروق. أنا مستعد لحرب حرارية-نووية». خاب ظنه بأوباما صرح جوبز إلى والتر ايزاكسون: «خاب ظني ب (الرئيس الأميركي باراك) أوباما. لديه صعوبة في القيادة، فهو لا يريد أن يجرح الناس أو أن يعارضهم». وقال جوبز للرئيس الأميركي في تشرين الأول 2010: «لن تتولى أكثر من ولاية». وكان جوبز رب عمل يصعب التعامل معه. ويوضح كاتب سيرته أنه «من أسوأ أرباب العمل في العالم على الأرجح». ويضيف: «كان قاسياً جداً أحياناً، أكان كلامه موجهاً إلى نادلة أو مصمم برامج عمل طوال الليل. فهو كان قادراً على أن يقول لأي كان: ما تقومون به سيئ للغاية». ويروي ايزاكسون انه في حزيران (يونيو) 2009 وبعد عودته من عطلة مرضية استمرت شهوراً «تملكت جوبز نوبات من الغضب وحطم أشخاصاً لم يرهم منذ ستة شهور». كان فاحش الثراء، إلا انه كان يخشى تأثير المال: «رأيت الكثير من الأشخاص في آبل (...) كانوا لطفاء وبسيطين وعندما أصبحوا أغنياء اشتروا سيارات «رولز رويس» ومنازل (...) وأصبحوا غريبي الأطوار، وقلت في قرارة نفسي: لن أجعل هذا المال يفسد علي حياتي».