دمشق، نيقوسيا، بيروت - «الحياة»، ا ب - ا ف ب - شددت السلطات السورية من تعزيزاتها الامنية امس في بلدات وقرى محافظة درعا التي تشهد اضراباً عاماً منذ الخميس الماضي، من المقرر ان يتحول الى عصيان مدني في يومه الخامس اليوم (الاثنين). واظهر شريط فيديو على شبكة «يوتيوب» المحلات مقفلة في قرية خربة غزالة في المحافظة درعا. وذكرت لجان التنسيق المحلية ان الإضراب العام شمل درعا البلد ومعظم قرى المحافظة درعا، داعل وانخل والمليحة الشرقية والصنمين ونوى، التي عمدت قوات الأمن فيها الى أخذ أسماء كل المحال التجارية المغلقة. واوضحت اللجان ان «الاضراب مستمر منذ اسبوع والاهالي مصرون على الإضراب حتى تحقيق مطالبهم بانسحاب الجيش من المدن والإفراج عن المعتقلين». يأتي ذلك غداة مقتل ثمانية مدنيين في عمليات دهم واطلاق رصاص في سورية خمسة منهم في مدينة حمص، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وذكر المرصد ان قوات الامن قتلت شخصين في بلدة قلعة المضيق في محافظة حماة. وفي حمص، اكد المرصد خطف عميد كلية الهندسة الكيميائية والبترولية محمد خضور من قبل مسلحين مجهولين قتلوا ضابطا حاول حماية العميد من المسلحين. وخضور هو آخر شخص يتعرض للهجوم في حمص، وسبق ذلك اغتيال اساتذة جامعيين وخبراء في الفيزياء والهندسة النووية. في هذا الوقت تستعد اللجنة الوزارية التي شكلها مجلس وزراء الخارجية العرب للتوجه الى دمشق نهار الاربعاء المقبل. وأعلن نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي أن اللجنة ستتوجه الأربعاء من الدوحة إلى دمشق بعد أن تعقد اجتماعاً تحضيرياً يوم الثلثاء في العاصمة القطرية. وفي موازاة اجتماع اللجنة في الدوحة وصل اليها وفد يمثل المجلس الوطني السوري برئاسة الدكتور برهان غليون رئيس المجلس، وعضوية الدكتور نبراس الفاضل، والمهندس ياسين النجار ورافقهم الشيخ مصطفى الصيرفي عضو المجلس العالمي لعلماء المسلمين، والشيخ مجد مكي عضو أمانة رابطة العلماء السوريين. والتقى الوفد أمس رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي، ووجه الوفد الشكر للقرضاوي على «وقفته الباسلة مع الشعب السوري». وشدد القرضاوي على ضرورة الوحدة الوطنية، وحذر من «الانجرار نحو الطائفية والاقتتال المذهبي الذي يروج له النظام السوري». وأوضح غليون أن زيارات المجلس الوطني ونشاطاته تهدف الى الحصول على تأييد عربي وعالمي. وقال ان المجلس سيطلب من الجامعة العربية ضرورة إيقاف آلة القتل اليومي، وعودة الجيش إلى ثكناته، والإفراج عن كل المعتقلين، وأن يتم التفاوض بعد ذلك على آلية نقل السلطة بطريقة ديموقراطية. وانتقد القرضاوي أثناء اجتماعه مع أعضاء الوفد مواقف بعض الدول المؤيدة للنظام السوري، كما شجب بعض مرجعيات دول الجوار التي تشيع أجواء الخوف من حرب أهلية. وفي بروكسيل، حذر رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبوي من ان الاتحاد مستعد لاتخاذ عقوبات جديدة بحق سورية، اذا لم يكف نظامها عن قمع التظاهرات. وقال فان رومبوي للصحافيين ان قادة الاتحاد المجتمعين في قمة في بروكسل اعربوا عن «قلقهم الشديد من العنف ضد الشعب» السوري وانهم «سيفرضون قيودا جديدة على النظام» اذا استمر القمع. وقد اتخذت اوروبا عقوبات عدة بحق دمشق لا سيما الحظر على الاسلحة والامدادات النفطية. وفي بيان القمة النهائي دعا القادة الاوروبيون مجددا الرئيس السوري بشار الاسد الى «التنحي عن الحكم وفتح المجال لمرحلة انتقالية سياسية». ودان الاوروبيون «باشد العبارات القمع الشديد» الذي قالت الاممالمتحدة انه اسفر عن سقوط ثلاثة الاف قتيل منذ اندلاع حركة الاحتجاج. كما دعوا مجددا «جميع اعضاء مجلس الامن الدولي الى تحمل كل مسؤولياتهم ازاء الوضع في سوريا» وفق ما جاء في البيان.