باريس - أ ف ب - دان وزير الثقافة الفرنسي فريديريك ميتران التحرّك الذي قام به متطرفون مسيحيون الخميس الماضي، ضد مسرحية للكاتب المسرحي روميو كاتيلوتشي. وتسبب أفراد من الجمعية المتطرفة «اينستيتوسيفيتاس» بتوقف عرض المسرحية موقتاً في «تياتر دو لا فيل»، ورفع هؤلاء لافتات كتب عليها «أوقفوا كره المسيحية!». وأوضح مدير المسرح ميكايل شاز أن هؤلاء الناشطين «وزعوا منشورات خارج المسرح قبل أن يتسببوا بتوقف المسرحية التي استؤنفت بعد ذلك، من خلال صعودهم الى الخشبة وهم يرتّلون ويدينون «كره المسيحية» من خلال لافتات حملوها». لكن سرعان ما عمدت الشرطة على إجلائهم، بطلب من إدارة المسرح. وأوضح المدير أن أفراداً من منظمة «أكسيون فرانسيز» (مؤيدون للنظام الملكي وقوميون) حاولوا الدخول الى المسرح بالقوة. وتمكن ناشطان من التيار المسيحي المتطرف، من رشق الجمهور الذي كان ينتظر امام المسرح للدخول بالبيض والزيت، في اليوم التالي، على رغم الاجراءات الامنية المعززة. ورفعت إدارة المسرح حيث ستعرض المسرحية ثماني مرات بحلول 30 تشرين الاول (اكتوبر)، شكوى «للدفاع عن نفسها بكل الوسائل من هذا المساس غير المقبول بالحرية». وسبق للمسرحية أن عُرضت في «مهرجان أفينيون» وهو من أعرق التظاهرات المسرحية في العالم. وتتناول مسرحية روميو كاستيلوتشي رجلاً وابنه يواجهان معاً أضرار الشيخوخة أمام صورة عملاقة للمسيح. واعتبر ميتران أن ما حصل «يمسّ بمبدأ جوهري يحميه القانون الفرنسي ويتمثل بحرية التعبير». وقال انه «يفهم ان تكون بعض مقاطع المسرحية تثير الصدمة»، إلا أن ذلك «لا يبرّر بأي حال من الاحوال اللجوء الى الوسائل العنيفة المخالفة للديموقراطية، فالمسرح مكان لحرية التعبير وهي حرية يجب الحفاظ عليها». وأفادت وزارة الثقافة بأن القضاء سبق أن رفض شكوى تقدمت بها جمعية «اغريف» (التحالف ضد العنصرية ولاحترام الهوية الفرنسية والمسيحية) الكاثوليكية المتطرفة التي طالبت بإلغاء عرض المسرحية. وسبق لجمعية «اينستيتوسيفيتاس» ان هاجمت في نيسان (ابريل) معرض صور للفنان الاميركي اندريس سيرانو في افينيون تضمن صورة «ايميرشن بيس كرايست» الشهيرة.