باريس - رويترز- أفادت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة - اليونيسكو بأن كنوز ليبيا القديمة سَلِمت حتى الآن من الحرب الأهلية، لكن مع موت معمر القذافي يمكن أن تكون عرضة لخطر السرقة. وحذرت المديرة العامة لليونيسكو، إيرينا بوكوفا، من نهب الكنوز الليبية مثلما اختفت آلاف القطع التاريخية بعد سقوط صدام حسين في العراق. وقالت: «في فترة عدم الاستقرار تصبح المواقع مهددة بصورة اكبر للنهب»، مضيفة أن اليونيسكو أنذرت تجار الفن والدول المجاورة من التهريب غير الشرعي. وليبيا التي غزتها معظم الحضارات التي سيطرت على منطقة البحر المتوسط، غنية بالتراث الذي يشتمل على خمسة مواقع مدرجة ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، مثل البقايا الرومانية وموقعي «لبدة» و»سبراطة» الأثريين، علماً أن الأخير كان مركزاً تجارياً فينيقياً. وطبقاً لبعثة تقصي حقائق توجهت إلى ليبيا في سبتمبر (أيلول) الماضي لتقويم الضرر بعد سبعة أشهر من الصراع، فإن العديد من المواقع الأثرية نجت من الدبابات، إثر مدّ اليونيسكو حلف شمال الأطلسي بإحداثيات جغرافية للمواقع الثقافية الرئيسة. وقال المدير العام المساعد المكلف قطاع الثقافة، فرانشيسكو باندارين: «الأخطار ما زالت قائمة لأن الموقف غير مستقر حتى الآن، ورأينا في حالات أخرى مثل العراق وأفغانستان أن فترة ما بعد الحرب هي الأخطر، لأنه في وجود قوات مسلحة وانعدام الاستقرار يبدأ النهب». وفي العراق سرقت آلاف القطع التاريخية بعدما استولت القوات الأميركية على بغداد عام 2003، واستعيد بعضها في ما بعد بمساعدة الشرطة الدولية (الانتربول). وشهدت ليبيا حتى الآن عملية سرقة كبرى واحدة تضمنت مجموعة من ثمانية آلاف قطعة عملة معدنية، إضافة إلى تحف ثمينة أخرى، وصفت بوكوفا اختفاءها ب «الكارثة». وتتمتع ليبيا بكل مقومات السياحة، من الطقس الدافئ إلى الشواطئ والآثار والقرب من أوروبا. لكن، على عكس تونس ومصر اللتين يزورهما ملايين السياح سنوياً، فإن عدداً قليلاً من الأجانب تسنت له رؤية الآثار الليبية منذ ثورة القذافي عام 1969، علماً أنه يمكن للسياحة أن تساعد ليبيا في تنويع اقتصادها، إضافة إلى اعتمادها على النفط والغاز.