تتمتّع المطربة التونسية شهرزاد هلال بصوت يحيلنا مباشرة إلى جيل العمالقة لما يحمل من شجن وتطريب، يذكر حضورها المسرحي المميّز بالعصر الذهبي للأغنية العربية. ومن خلال عمل دؤوب وجهد متواصل، استطاعت هلال أن تكون إحدى نجمات الأغنية الطربية في تونس وخارجها. ففي رصيدها عدد مهم من الأغاني الخاصة، وعرفها الجمهور بأداء المقامات التونسية والشرقية على حد السواء. نشأت على حب الموسيقى منذ الطفولة، إذ «ولدت وفي يدها ملعقة من موسيقى وليس من فضة أو ذهب» كما تقول. حصلت على ديبلوم في الموسيقى العربية في عام 1999، وهي تدرّس الموسيقى حالياً في الجامعة التونسية. يتضمن ألبوم هلال الذي اختارت له عنوان «لو تنسى» وهي إحدى أغاني الاسطوانة، أغنيات «تعاملت فيها مع أساتذة متميزين في مجال التلحين وكتابة الشعر الغنائي». وحرصت على تنويع الأنماط الموسيقية في إطار الطابع التونسي الصرف، بما يحمله من خصوصية في الإيقاعات والنغمات التونسية والطابع الرومانسي، من خلال قصائد ذات رؤية فنية معاصرة وتوزيع أوركسترالي أبدع في وضعه كل من رضا الشمك في أغنية «ما أظلمك»، وميلاد ملكي في أغنية «أين عقلي».وينبع هذا العمل من التجربة الفنية التي عاشتها هلال على مدى عقدين. ويبدو أنّ لتكوينها الأكاديمي ومخزونها السمعي المتنوع بين الموسيقى العربية الكلاسيكية والمعاصرة، الفضل في حسن اختيار القطع التي تتلاءم مع ميولها الفنية وطاقاتها الصوتية، كما تؤكد. وتضيف: «تشبعت بتراث الموسيقى التونسية من خلال المألوف، وبالأغاني الوترية الخالدة من رصيد رموز الأغنية التونسية مثل صليحة والهادي الجويني وعلي الرياحي. كما غنّيت الدور والموشح، وقصائد غنائية لأم كلثوم». وكان لذلك بالغ الأثر في إبداعاتها وأعمالها الشخصية، فها هي اليوم تقدم من ألحانها ثلاث قطع تترجم اجتهادها وبحثها عن الأصالة في الأغنية التونسية بكل ما تتميز به من جماليّة. وفي ألبومها الأول تقدم هلال هدية للشعب التونسي من خلال أغنية «تونس يا فخر العرب». وتقول: «اعتزازاً منّي وافتخاراً بما أنجزه الشعب التونسي الأبيّ في ثورته على الطغيان، أقدم من ألحاني ومن كلمات الشاعر عبدالوهاب المنصوري أغنية تكريماً لثورة «14 يناير» يقول طالعها: «تونس يا بلاد العجب، شعبك رائد في العرب / شعبك فارس شعبك حارس، يحرس عينك والهذب / تحيا تونس تحيا تونس، تونس يا فخر العرب». وتعتبر المطربة التونسية أنّ ألبومها الأول يرضي اقتناعاتنا الشخصية ويستجيب بحثها الدائم والمتواصل عن التميز، كمن ترسخ بصمة خاصة بها، خصوصاً أنها «لم ولن توفر جهداً في خدمة الأغنية التونسية». وسعت إلى تنويع الإيقاعات التي اعتمدتها في ألبومها «لو تنسى» مع المحافظة على قيمة الكلمة والجملة الموسيقية. وتبدي رغبة في إحياء الحفلات خارج تونس، معتبرة أن «الانتشار العربي خطوة مهمة في حياة كل فنّان». لكنها تؤكد أن ما يهمّها الآن هو أن يمثّل ألبومها إضافة الى المشهد الموسيقي التونسي، معتبرة أن الأغنية التونسية تعيش أزمة على مستوى الانتشار.