على رغم شهرته في الوطن العربي، يبدو واضحاً اصرار المطرب التونسي صابر الرباعي على الغناء دوماً بلهجته المحلية وعدم اهمالها، بل المساعدة في نشرها عبر كلمات سهلة تصل الى المستمع بلا تعقيدات. نجح الرباعي الذي صدر أحدث البوماته عن شركة «روتانا» بعنوان «وحشني جداً». في تقديم الاغاني الرومانسية والمواويل الشعبية وأغاني الفولكلور خصوصاً أولى أغنياته «سيدي منصور» وهي من الفولكلور التونسي، وعن اللهجة التونسية يقول الرباعي «إنها لغة أجدادي وأهلي، وهي دائماً تشعرني بالحنين، اضافة الى أن أولى أغنياتي التي حققت رواجاً كبيراً كانت من الفولوكلور الشعبي». وعن الأغاني الخليجية التي تضمنها الألبوم، والخوف من المقارنة مع مبدعيها الأصليين يجيب: «لا أخاف المقارنة لأنني لم أخصص ألبوماً لغناء الأغاني الخليجية ولكن الألبوم احتوى على أغنيتين فقط هما «يا أغلى» و «سلام» ليتنوع الألبوم بين اللهجات التونسية والمصرية والخليجية والشامية». ومن أحب الألوان الغنائية إلى قلب الرباعي، الرومانسي والشعبي الطربي المتمثل في المواويل التراثية، والاغاني الشبابية الخفيفة ولها أماكن معينة تغنى فيها كالشواطئ والمنتجعات خصوصاً أن جمهورها من الشباب على حد قوله. وعن تعاونه مع الفنانة اللبنانية نور كموديل لكليب «ضاقت بيك» وبين اختيار موديل غير معروف وأيهما أفضل، يشير إلى أن فكرة الكليب والأغنية هي التي تتحكم في اختيار العارضة، فإذا كانت الفكرة درامية وتحتاج إلى تمثيل يفضل الاستعانة بفنانة للتعبير الأدق على أداء المشاهد، نظراً الى قدراتها التمثيلية ومدى استيعابها لأفكار المخرج. في المقابل يستعد الرباعي الى تعاون قريب مع المطربة الجزائرية وردة، ووعد أن يكون العمل مميزاً وجذاباً، كما أوضح أن ليس لديه ما يمنعه من عمل الدويتو مع أي مطرب عربي أو غربي خصوصاً أن لهجة المغرب العربي تتلائم مع الألحان الغربية. وعن مهرجان قرطاج والذي يقام في تونس وكيفية توطيد العلاقات الثقافية بين شعوب الوطن العربي من خلال المهرجانات يجيب: «مسرح قرطاج من أعرق المسارح وهو مكان استثنائي وله رهبة تتمثل في الانتظار من عام الى آخر للغناء عليه وانتظار رد فعل الجمهور، كل ذلك كان مصحوباً بمتعة ما بعد نجاح الحفلة». ويرى أن تلك المهرجانات تساعد على التعرف الى أنواع مختلفة من الموسيقى، وعلى سبيل المثال، مهرجان الموسيقى التونسية يستضيف فنانين ومطربين وإعلامين من دول عربية عدة لتلاقي الثقافات. ويؤيد الفنان التونسي الأوبريتات الوطنية مع بعض التحفظات ويقول: «إن تلك التجمعات الفنية مهمة والشعوب تتأثر بها ولكن تأثيرها سياسياً ليس قوياً جداً، ولكنني أؤيد تلك التجمعات إذا كان الهدف سامياً فالأسماء الكبرى يجب أن تنحي أمام الهدف الوطني». يستمع الرباعي الى جميع الأنواع الموسيقية ويتابع القديم والجديد من الأعمال للإطلاع عليها. ويبقى الأقرب الى قلبه عليا التونسية ووديع الصافي وعبدالوهاب وأم كلثوم وسعاد محمد ووردة وكارم محمود.