عاد الإداري الرياضي والمعلق السابق، علي داود (64 عاماً) إلى واجهة المشهد الرياضي السعودي من جديد، بعد غياب طويلاً جداً، عقب تكليفه أخيراً من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل برئاسة نادي الوحدة لمدة عامين، في قرار وجد تفاعلاً كبيراً من الرياضيين كافة، الذين يدركون مدى ارتباط داود بسلسلة المنجزات الوطنية التي حققها المنتخب الأول في الثمانينات الهجرية، عندما كان معلِّقاً رياضياً أو مديراً للمنتخبات السعودية، وباشر الرئيس الوحداوي الجديد مهمته «الصعبة»، وفتح صفحة بيضاء فريدة من نوعها مع رؤساء النادي السابقين والشرفيين والمحبين بحثاً عن لم الشمل الوحداوي، والتفافة صادقة من الجميع قد تعيد النادي إلى سابق عهده منافساً قوياً على البطولات والإنجازات، وصديقاً دائماً لمنصات التتويج في المستقبل القريب. وبدأ الوحداوي «العريق» علي داود المولود عام 1947 حياته الرياضية من نادي الوحدة، الذي ذاد عن مرماه بتألق وبسالة من منتصف الثمانينات حتى منتصف التسعينات، وأسهم في حصوله على كأس الملك من أمام فريق الاتفاق عام 1386، وهو الحارس العملاق الذي يؤكد كثيرون من عشاق وأنصار الوحدة أنه لن يتكرر في تاريخ النادي مرة أخرى، نظراً إلى الموهبة الكبيرة والفدائية واليقظة والبسالة التي كان يتمتع بها داود بين الخشبات الثلاث، وبعد الاعتزال عمل داود في الإذاعة والتلفزيون مذيعاً ومصوراً ومعلقاً ومخرجاً، وبرز كثيراً في تقديم نشرات الأخبار مع جيل الرواد في التلفزيون السعودي، ثم عمل معلقاً رياضياً وعاش ثورة الكرة السعودية في بداياتها، وتحديداً في كأس أمم آسيا 1984 في سنغافورة، ومازال السعوديون يتذكرون عبارته الشهيرة عندما أحرز النجم الأسطوري ماجد عبدالله هدف السعودية الثاني في الصين في مواجهة النهائي، إذ صاح بأعلى صوته قائلاً: «ماجد عدَّى صيني واثنين وكسر طقم الصين كله». ونال علي داود شهادة البكالوريوس من جامعة ميامي في أميركا عام 1980، وتخصص في الإخراج والإنتاج التلفزيوني والسينمائي، وكتب الكثير من القصائد الغنائية، إذ كان يمتلك حساً شعرياً ومشاعر مرهفة ورومانسية، وسجَّل نجاحات عدة عندما عمل مديراً للمنتخبات السعودية في الثمانينات الميلادية بقرار وثقة غالية من الرئيس العام لرعاية الشباب آنذاك الأمير فيصل بن فهد - يرحمه الله - كما تولى منصب الأمين العام المساعد للاتحاد السعودي لكرة القدم، وعضو في الاتحاد السعودي لكرة القدم، ويعتبر حالياً المستشار الإعلامي الخاص لرجل الأعمال صالح كامل وممثله في العاصمة المصرية القاهرة للشؤون الإعلامية ومستشاره الأول للشؤون الرياضية. وفقد الرئيس الوحداوي علي داود زوجته التي انتقلت إلى جوار ربها لتلحق بابنه الأكبر «خالد» الذي يكنى به، ولديه من الأبناء أحمد (طبيب أسنان)، ومصطفى (طالب في كلية الطب والجراحة)، ويحظى داود بشعبية كبيرة في الأوساط الوحداوية ومحبة صادقة من الجماهير الوحداوية التي ترى فيه كل مقومات النجاح لينهض بالنادي من سباته الحالي، ويقوده إلى ساحة الأمجاد والبطولات بعد فراق طويل زاد على 40 عاماً.