ليست المرة الأولى التي يتقدم فيها الفريق الهلالي بنتيجة كبيرة ثم يتراخى اللاعبون ويستهترون، ليس بالخصم بل بشعار الفريق الذي يرتدونه وبجماهيرهم التي يكاد يتوقف نبضها وتحبس أنفاسها تتوسل إلى الله أن ينقضي الوقت ويعلن الحكم انتهاء المباراة، بعد أن يستسلم الفريق بشكل غريب حتى يوشك أن يخسر ومرماه يستقبل الأهداف تباعاً ولاعبوه «يتفرجون» وليس منهم لاعب «رشيد». مباراة القادسية ليست إلا واحدة من «مباريات رفع الضغط والسكر واللامبالاة»، التي مارسها لاعبو الهلال مع جماهيرهم، فقد سبقتها مباريات عدة لا أحد يمكن أن تغيب عن ذاكرته، وتحديداً مباريات «الهلال والنصر 5 - 3 والهلال والغرافة 4 - 2 والهلال والأهلي 3 – 3»، وأخيراً جاء دور القادسية في مباراة تضم لزميلاتها هي للجمهور الهلالي مباريات للنسيان ولا تليق بفريق كبير كالهلال، فقد قدم القدساويون للهلاليين آخر الدروس القاسية التي تتكرر مع المدربين كافة ولن تستوعب إلا عندما يأتي يوم يخسر الفريق وبنتيجة كبيرة. كانت نقاط المباراة على وشك الضياع لولا العناية الإلهية، فمع احترامنا للاعبي للقادسية كافة وروحهم العالية إلا أنهم لم يكونوا مهيأين للتجرؤ على مرمى الهلال بتلك الجسارة، لولا أن لاعبي الهلال أنفسهم أضاءوا لهم الطرق كافة المؤدية للشباك «الزرقاء»، وإلا كيف لفريق يتقدم وبخمسة أهداف خارج ملعبه أن يتراجع بشكل بدائي ويسلم الشوط الثاني لخصمه ويستقبل اربعة يتحملها دفاع الفريق، وحارسه أكبر اللاعبين سناً وأكثرهم خبرة، وهم بالمناسبة المجموعة التي شهدت معها الجماهير فصول مباريات «النسيان» التي لن تنسى، ما يعطي انطباعاً لا يقبل الشك أنهم غير قادرين على التعلم من أخطائهم أو الاستفادة مما مر بهم من تجارب وأوقات عصيبة. ولأول مرة يتحدث مدرب بواقعية عن حال فريقه، فدول الألماني يعزو ما حدث من انقلاب كاد يتحول إلى كارثة على الفريق إلى عقلية لاعبيه التي لم تستوعب كيف للفريق أن يكون متقدماً وبعدد وافر من الأهداف ويقنع به، فيما المباراة لم ينته منها إلا نصفها ويتبقى شوط كامل عامر بالكفاح والروح لمن أراد التغيير، وهو ما كان عليه لاعبو القادسية الذين راق لهم أن هلال الشوط الأول انتشى بما حقق، ثم انتهى، فتعملقوا وحرثوا الملعب حتى قلصوا الفارق إلى هدف ولو أسعفهم الوقت لعادلوا الهلال وانتصروا عليه. ثقافة اللعب بالقتالية والروح ذاتها وزيادة غلة الأهداف حتى الدقيقة الأخيرة غائبة «هلالياً»، ومنها عانى الجمهور الهلالي وتألم كثيراً وربما يحييها دول فتكون سنة حسنة شرط أن تضع إدارة الهلال ضمن لائحتها الداخلية في الثواب والعقاب بنداً صريحاً ينص على ذلك (مثلما يمنحون بسخاء يجب أن يؤدوا بإتقان). [email protected]