في كرة القدم، يعد التقدم بفارق هدفين في الشوط الأول أخطر نتيجة، لأن الفريق بعدها عادة يستكين ويطمئن للفوز ولا يستفيق إلا بعد أن ينقلب الحال إلى تعادل أو خسارة، وهذا الموسم رأينا أن نتيجة (3 / 0) كثيراً ما كانت وبالاً على أصحابها. من هنا تكتسب مباراة الإياب غداً بين الهلال والنصر أهمية قصوى قد تتحقق فيها مقولة «أخطر نتيجة» لأنه لم يمض منها إلا شوط واحد، والفريق الهلالي وبعد أن تقدم في الذهاب بأربعة بيضاء، خضع بشكل غريب للفريق النصراوي الشاب الذي وخلال 25 دقيقة كان يقلص النتيجة ويسجل تباعاً وسط غيبوبة وذهول هلالي، بل وصار مهيئاً ليس للتعادل فحسب، ولكن لقلب النتيجة إلى فوز صريح وكبير لولا فقدان الفريق للاعبي الخبرة، الذين بإمكانهم تسيير دفة المباراة وفق ما يشتهون، حتى لو كان الفريق المقابل بطل الدوري والكأس ويضم خيرة لاعبي الدوري وأفضل المحترفين فيه، فالكرة لا تعترف بمن يتقدم فقط، ولكن بمن يقاتل للمحافظة على تقدمه حتى الرمق الأخير، وهو ما افتقده الهلاليون لولا «قذيفة» رادوي التى جاءت في وقتها لتدق جرس إنذار للمقبل من المباريات، فليس كل مرة يمكن التسجيل من كرة ثابتة وفي الوقت الحرج. الهلال والنصر في خطوة ما قبل النهائي وبينهما أكثر من احتمال متوقع، التعادل والفوز بفارق هدف أو بالنتيجة ذاتها، وكل السيناريوهات تداعب الخيال ويمكن للإرادة والروح العالية أن تترجمها واقعاً على أرض الملعب، فمن سجل الخمسة قد يعجز عن تسجيل هدف وقد لا يستطيع حماية مرماه من ثلاثة كفيلة بتأهل خصمه، ولم لا يفعلها النصر وقد سجل مثلها في الذهاب بوجود دفاع المنتخب السعودي والكوري معاً، والنصر قادر على العودة للمنافسة والمقاتلة على آخر بطولات الموسم وأغلاها ولا تعني خسارته شوطاً أن يسلم أحد بوداعه لها أو عجزه عن التأهل من الطريق الهلالي الصعب، ويكفي أن الجميع «يأس» من عودته للمباراة حتى جماهيره غادرت حزينة، ولكنه استطاع أن يقلص الفارق ويسجل بعناصر شابة واعدة روحها وثابة، كادت أن تعصف بالهلال في غمضة عين، وكل ما يخشى منه أن يتبع الفريق ذو الحظوظ الضعيفة نظرياً سياسة الأرض المحروقة باللجوء للخشونة أو الاستفزاز غير المبرر، لحرمان خصمه من نجومه في النهائي، وما يدور في الكواليس أو يظهر في التصريحات يظهر أن الأمر يتجه إلى هذا المنحى الخطير من خلال تصويرها أنها معركة وليست مجرد مباراة.